كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 70 """"""
طلائع يأتونه بخبر منصور ، وأسري إلى وال كان منصور على بعض الأعمال ، فقتله وقتل أكثر أصحابه وغنم ما كان معهم ورجع ، وبلغ الخبر منصور بن جعفر فأسرى إلى الخيزرانية ، وخرج إليه على بن أبان فتحاربوا إلى الظهر فانهزم منصور وتفرق عنه أصحابه ، وأدركته طائفة من الزنج فحمل عليهم ، وقاتلهم حتى تكسر رمحه وفني نشابه ، ثم حمل حصانه ليعبر النهر فوقع في النهر ، وسبب وقوعه أن بعض الزنج رآه حين أراد أن يعبر النهر ، فألقى نفسه في النهر قبل منصور وتلقى الفرس حين وثب ، فنكص الفرس وسقط منصور في النهر فقتله الأسود وأخذ سلبه ، وقتل معه أخوه خلف بن جعفر وغيره من أصحابه .
ذكر مسير الموفق لقتال الزنج وقتل مفلح
وفي سنة ثمان وخمسين ومائتين عقد المعتمد على الله لأخيه أبي أحمد الموفق على ديار مضر وقنسرين والعواصم ، وخلع عليه وعلى مفلح في شهر ربيع الآخر وسيرهما لحرب الزنج بالبصرة ، وركب المعتمد معه وشيعه وسار نحو البصرة ، ونازل صاحب الزنج ، وكان سبب إرساله ما فعله الزنج بالبصرة ، فأكبر الناس ذلك وتجهزوا إليه وساروا في عدة وعدة كاملة ، وصحبة من سوقه بغداد خلق كثير ، وكان علي بن أبان بجني ، وسار يحيى بن محمد البحراني إلى نهر العباس ومعه أكثر الزنوج ، وبقي صاحبهم في قلة من الناس ، وأصحابه يغادون البصرة ويراوحونها لثقل ما نالوه منها ، فلما نزل عسكر الموفق نهر معقل أجفل من فيه من الزنوج إلى صاحبهم مرعوبين ، وأخبروه بعظم الجيش وأنهم لم يرد عليهم مثله ، فأحضر رئيسين من أصحابه فسألهما عن قائد الجيش فلم يعرفاه ، فجزع لذلك ثم سير إلى علي ابن أبان يأمره بالمصير إليه فيمن معه ، فلما كان يوم الأربعاء لإثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادي الأولى أتاه بعض العساكر وتقدمهم ، وأنهم ليس في وجوههم من الزنوج من يردهم ، فكذبه وسبه وأمر فنوى في الزنوج بالخروج إلى الحرب فخرجوا ، فرأوا مفلحاً قد أتاهم في عسكر فقاتلوا ، فبينما مفلح يقاتلهم إذ أتاه سهم غرب ، لا يعرف من رمى به ، فأصابه فرجع وانهزم أصحابه ، وقتل الزنج فيهم قتلاً ذريعاً ، وحملوا الرؤوس إلى صاحب الزنج ، واقتسم الزنج لحوم القتلى ، وأتى بالأسرى فسألهم عن

الصفحة 70