كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)
"""""" صفحة رقم 73 """"""
بدست ميسان ، فانهزم اصغجون وغرق وقتل وأسر خلق كثير من أصحابه ، وكان ممن أسر الحسن بن هرثمة والحسن بن جعفر ، وحملت الرؤوس والأعلام والأسرى إلى صاحب الزنج ، فأمر بحبس الأسرى ، ودخل الزنج الأهواز فأقاموا يفسدون فيها ويعبثون ، إلى أن قدم موسى بن بغا . قال : ولما كان في ذي القعدة أمر المعتمد على الله أن قدم موسى بن بغا بالمسير إلى حرب صاحب الزنج ، فسير إلى الأهواز عبد الرحمن بن مفلح ، وإلى البصرة إسحاق بن كنداجيق ، وإلى باذاورد إبراهيم بن سيما ، وأمرهم بمحاربة صاحب الزنج ، فسار عبد الرحمن إلى محاربة على ابن أبان فتواقعا ، فانهزم عبد الرحمن ثم استعد وعاد إلى علي ، فأوقع به وقعة عظيمة قتل فيها من الزنج قتلاً ذريعاً ، وأسر خلقاً كثيراً ، وانهزم علي بن أبان ، ثم أراد رد الزنج فلم يرجعوا من الخوف الذي دخلهم من عبد الرحمن ، فلما رأى ذلك أذن لهم بالانصراف ، فانصرفوا إلى مدينة صاحبهم ، ووافى عبد الرحمن حصن مهدي ليعسكر به ، فسير إليه صاحب الزنج علي بن أبان فوافقة فلم يقدر عليه ، ومضى يريد الموضع بادركه ، وكان إبراهيم بن سيما بالباذا ورد ، فواقعه على بن أبان فهزمه علي ، ثم واقعة ثانية فهزمه إبراهيم ، فمضى علي بالليل حتى انتهى إلى نهر يحيى ، وانتهى خبره إلى عبد الرحمن فوجه إليه طاشتمر في جمع من الموالي ، فلم يصل إليه لامتناعه بالآجام والقصب والحلافي ، فأضرمه عليه ناراً فخرجوا هاربين ، فأسر منهم أسرى وانصرف أصحاب عبد الرحمن بالأسرى والظفر ، ثم سار عبد الرحمن نحو علي بن أبان بمكان نزل فيه ، فكتب إلى صاحب الزنج يستمده فأمده بثلاث عشرة شذاة ، ووافاه عبد الرحمن فتواقعا يومهما ، فلما كان الليل انتخب علي من أصحابه جماعة ممن يثق بهم ، وسار وترك عسكره وأتى عبد الرحمن من ورائه فبينه ، فنال منه شيئاً يسيراً وانحاز عبد الرحمن ، فأخذ علي منهم أربع شذوات وأتى عبد الرحمن دولاب فأقام به ، وسار طاشتمر إلى علي فوافاه وقاتله ، فانهزم علي إلى نهر السدرة ، وكتب طاشتمر يستمد عبد الرحمن ويخبره بانهزام علي ، فأتاه عبد الرحمن وواقع علياً بنهر السدرة وقعة عظيمة ، فانهزم علي إلى صاحب الزنج ، وعسكر عبد الرحمن ببيان فكان هو وإبراهيم بن سيما يتناوبان المسير