كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 74 """"""
إلى عسكر الزنج فيوقعان به ، وإسحاق بن كنداجيق بالبصرة ، وقد قطع الميرة عن الزنج ، فكان صاحبهم يجمعهم يوم محاربة عبد الرحمن وإبراهيم ، فإذا انقضت الحرب سير طائفة منهم إلى البصرة لقتال إسحاق ، فأقاموا كذلك بضعة عشر شهراً ، إلى أن انصرف موسى بن بغا عن حرب الزنج ، ووليها مسرور البلخي على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
وفي سنة إحدى وستين ومائتين ولي أبو الساج الأهواز وسير عبد الرحمن إلى فارس ، وأمر أبو الساج بمحاربة الزنج فندب صهره لمحاربتهم ، فلقيه علي بن أبان بناحية دولاب ، فقتل عبد الرحمن وانحاز أبو الساج إلى ناحية عسكر مكرم ، ودخل الزنج الأهواز فقتلوا أهلها وسبوا وأحرقوا ، ثم انصرف أبو الساج عما كان وليه من الأهواز وحرب الزنج ، ووليها إبراهيم بن سيما فلم يزل بها حتى انصرف عنها مع موسى بن بغا .
ذكر انتداب أبي أحمد الموفق لحرب الزنج وما شغله عن ذلك واستعماله مسرورا البلخي على حربهم وما كان في خلال ذلك من أخبارهم
وفي سنة إحدى وستين ومائتين ولى المعتمد على الله أخاه أبا أحمد العهد بعد ابنه جعفر ، ولقبه الناصر لدين الله الموفق ، وولاه من الأعمال ما قدمنا ذكره في أخباره الدولة العباسية ، وولى موسى بن بغا إفريقية على ما قدمناه ، وأمر المعتمد على الله أخاه الموفق بحرب الزنج ، فولى الموفق الأهواز والبصرة وكور دجلة - وذلك من جملة ما هو مضاف إلى ولايته - مسرورا البلخي ، وسيره على مقدمته في ذي الحجة من السنة وعزم على المسير بعده ، فحدث من أمر يعقوب بن الليث الصفار ما منعه عن المسير على ما نذكر ذلك إن شاء الله تعالى في أخبار الدولة الصفارية ، ثم رجع مسرور البلخي لقتال يعقوب سراياه في تلك البلاد تنهب وتحرق وتخرب ، وذلك في سنة اثنتين وستين ومائتين ، وأتته الأخبار بخلو البطيخة من جند السلطان ، فأمر سليمان بن جامع وجماعة من أصحابه بالمسير إلى الحوانيت ، وأمر سليمان بن موسى بالمصير إلى القادسية ، وقدم أبا التركي في ثلاثين شذاة يريد عسكر الزنج فنهب وأحرق ، فكتب صاحب الزنج إلى سليمان بن موسى يأمره بمنعه من العبور ، فأخذ سليمان عليه الطريق ، فقاتلهم شهراً حتى تخلص ، وانحاز إلى سليمان بن جامع من مذكوري البلالية وأنجادهم جمع كثير

الصفحة 74