كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)
"""""" صفحة رقم 78 """"""
لطلب الميرة ، فاعترضه جعلان فقاتله ، فانهزم الجبائي وأخذت سفنه ، وأتته الأخبار أن منجور ومحمد ابن علي بن حبيب اليشكري قد بلعا الحجاجية ، فكتب إلى صاحبه بذلك ، فسير إليه سليمان فوصل إلى طهيثا مجدا ، وأظهر أنه يريد قصد جعلان ، وقدم الجبائي وأمره أن يأتي جعلان ويقف بحيث يراه ولا يقاتله ، ثم سار سليمان نحو محمد بن علي بن حبيب مجدا فأوقع به وقعة عظيمة ، وغنم غنائم كثيرة ، وقتل أخاً لمحمد بن علي ورجع ، وذلك في شهر رجب سنة ثلاث وستين أيضاً .
ثم سار في شعبان إلى قرية حسان ، وبها قائد يقال له جيش ابن خمارتكين فأوقع به ، فهزمه ونهب القرية وأحرقها وعاد ، ثم سار في شعبان أيضاً إلى مواضع فنهبها وعاد ، ثم سار في رمضان وأظهر أنه يريد جعلان بمازروان ، فبلغت الأخبار جعلان فضبط عسكره فتركه سليمان وعدل إلى أبا فأوقع به وهو غار ، وغنم منه ستة شذاوات ، ثم أرسل الجبائي في جماعة لينهب ، فصادفهم جعلان فأخذ سفنهم وغنم منهم ، فأتاه سليمان في البر فهزمه واستنفذ سفنهم ، وغنم شيئاً آخر وعاد ، ثم سار سليمان إلى الرصافة في ذي القعدة فأوقع بمطر بن جامع وهو بها ، وغنم غنائم كثيرة وأحرق الرصافة واستباحها ، وحمل أعلاماً وانحدر إلى مدينة صاحب الزنج ، وأقام ليعيد هناك بمنزله ، فسار مطر إلى الحجاجية فأوقع بأهلها وأسر جماعة ، وكان بها قاض لسليمان فأسره مطر وحمله إلى واسط ، وصار مطر إلى قريب طهيثا ورجع ، فكتب الجنائي إلى سليمان بذلك ، فسار نحوه فوافاه لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين .
ثم صرف جعلان ووافاه أحمد بن ليثوية فأقام بالشديدية ، ومضى سليمان إلى تكين في خمس شذاوات ، وذلك في سنة أربع وستين ، فواقعة تكين بالشديدية ، وكان أحمد بن ليثوية حينئذ قد سار إلى الكوفة فظهر تكين على سليمان وأخذ الشذاوات بما فيها ، وكان فيها صناديد سليمان وقواده فقتلهم ، ثم إن أحمد عاد إلى الشديدية وضبط تلك الأعمال ، حتى وافاه محمد المولد وقد ولاه الموفق مدينة واسط ، فكتب سليمان إلى صاحبه يستمده ، فأمده بالخليل بن أبان في زهاء ألف وخمسمائة فارس ، فلما أتاه المدد قصد إلى محاربة محمد المولد ، فأوقع به وهرب المولد ، ودخل سليمان مدينة واسط فقتل فيها خلقاً كثيراً ونهب وأحرق ، وكان بها كنجور البخاري ،