كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)
"""""" صفحة رقم 79 """"""
فقاتله يومه إلى العصر ثم قتل ، وانصرف سليمان عن واسط إلى جنبلاء ليعيث ويخرب ، فأقام هناك تسعين ليلة .
ذكر وقائع كانت بين الزنج وبين أحمد بن ليثوية وتكين البخاري وأغرتميش في سنة خمس وسنة ست وستين ومائتين
وفي سنة خمس وستين كانت وقعة بين أحمد بن ليثوية وبين سليمان بن جامع والزنج بناحية جنبلاء ، وسبب ذلك أن سليمان كتب إلى صاحب الزنج ، يخبره بحال نهر يسمى الزهيري ويسأله أن يأذن في عمله ، ويقول إنه متى أنفذه تهيأ له حمل ما في جنبلاء وسواد الكوفة ، فأنفذ إليه زكروية لذلك ، وأمره بمساعدته والنفقة على عمل النهر ، فمضى سليمان فيمن معه وأقام بالشريطية نحوا من شهر ، وشرعوا في عمل النهر ، وكان أصحاب سليمان في أثناء ذلك يتطرقون إلى ما حولهم ، فواقعة أحمد بن ليثوية ، وهو عامل الموفق بجنبلاء ، فقتل من الزنوج نيفاً وأربعين قائداً ، ومن عامتهم ما لا يحصى كثرة وأحرق سفنهم ، فمضى سليمان مهزوماً إلى طهيثا .
وفيها سار جماعة من الزنوج في ثلاثين سميرية إلى جبل ، فأخذوا أربع سفن فيها طعام وانصرفوا . وفيها دخل الزنج النعمانية فأحرقوها وسبوا ، وصاروا إلى جرجرايا ودخل أهل السودان بغداد .
وفيها استعمل الموفق مسروراً البلخي على كور الأهواز ، فولى مسرور ذلك تكين البخاري ، فسار تكين إليها ، وكان علي بن أبان والزنج قد أحاطوا بتستر ، فخاف أهلها وعزموا على تسليمها إليهم فوافاهم تكين وهم على تلك الحال ، فوافع علي بن أبان حال وصوله ، فانهزم علي والزنج وقتل كثير منهم وتفرقوا ، ونزل تكين تستر . قال : وهذه الوقعة تعرف بوقعة كودك وهي مشهورة .