كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 81 """"""
ذكر دخول الزنج رامهرمز
وفي سنة ست وستين ومائتين دخل علي والزنج رامهرمز ، وسبب ذلك أن محمد بن عبيد الله يخاف علي بن أبان ، لما في نفس علي منه لما ذكرناه ، فكتب إلى انكلاي ابن صاحب الزنج ، وسأله أن يسأل أباه ليرفع يد علي عنه ويكون إلى نفسه ، فزاد ذلك غيظ علي منه ، وكتب إلى صاحب الزنج بالإيقاع بمحمد ، ويجعل ذلك الطريق إلى مطالبته بالخراج ، فأذن له فكتب إلى محمد يطلب منه حمل الخراج ، فمطله ودافعه فسار إليه علي وهو برامهرمز ، فهرب محمد عنها ودخلها علي والزنج فاستباحها ، ولحق محمد بأقصى معاقلة ، وانصرف علي غانماً ، وخاف محمد فكتب إليه يطلب المسالمة ، فأجابه إلى ذلك على مال يؤديه إليه ، فحمل إليه مائتي ألف درهم فأنفذها إلى صاحب الزنج ، وأمسك عن محمد بن عبيد الله وأعماله .
وفيها كانت وقعة للزنج انهزموا فيها ، وكان سببها أن محمد بن عبيد الله كتب إلى علي بن أبان بعد الصلح يسأله المعونة على طائفة من الأكراد ، على أن يجعل له ولأصحابه غنائمهم ، فكتب علي إلى صاحبه يستأذنه ، فكتب إليه أن : وجه إليه جيشاً وأقم أنت ، ولا تنفذ حتى تستوثق منه الرهن ، ولا تأمن غدره والطلب بثأره ، فكتب علي إلى محمد يطلب منه اليمين والرهائن ، فبذل له اليمين ومطلة بالرهائن ، فلحرص علي على الغنائم أنفذ إليه جيشاً ، فسير محمد معهم طائفة من أصحابه إلى الأكراد ، فخرج إليهم الأكراد فقاتلوهم ونشبت الحرب ، فتخلى أصحاب محمد عن الزنج فانهزموا ، وقتلت الأكراد منهم خلقاً كثيراً ، وكان محمد قد أعد لهم من يتعرض لهم إذا انهزموا ، فأوقعوا بهم وسلبوهم وأخذوا دوابهم ، ورجعوا بأسوأ حال ، فكتب علي إلى صاحب الزنج يعرفه فقال : ضيعت أمري في ترك الرهائن ، وكتب إلى محمد يتهدده فخاف محمد ، وكتب يخضع ويذل ورد بعض الدواب ، وقال : إنني كبست من كانت عندهم وخلصت هذه منهم ، فأظهر صاحب الزنج الغضب عليه ، فأرسل محمد إلى بهبوذ ومحمد بن يحيى الكرماني ، وكان أقرب الناس إلى علي ، فضمن لهما مالا إن أصلحا له علياً وصاحبه ففعلا ذلك ، وأجابهما صاحب الزنج بالرضا عن محمد ، على أن يخطب له على منابر بلاده ، فأعلما محمداً ذلك فأجابهما إلى جميع ما طلبا ، وجعل براوغ في الدعاء له على المنابر ، ثم إن علياً استعد لمتوث وسار

الصفحة 81