كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 9 """"""
ذكر حبس أولاد الحسن
قد ذكرنا أن المنصور حبس عبد الله بن حسن ، وقيل إن رياحاً هو الذي حبسهم ، حكى عن على بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي أنه قال : حضرنا باب رياح في المقصورة ، فقال الآذن : من كان ههنا من بني حسن فليدخل ، فدخلوا من باب المقصورة ، وخرجوا من باب مروان ، ثم قال : من كان ههنا من بني حسن فليدخل ، فدخلوا من باب المقصورة ، ودخل الحدادون من باب مروان ، فدعا بالقيود فقيدهم وحبسهم ، وكانوا : عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي ، وحسن وإبراهيم ابني حسن ، وحسن بن جعفر بن حسن ابن حسن ، وسليمان وعبد الله ابني داود بن حسن بن حسن ، ومحمد وإسماعيل وإسحاق بني إبراهيم بن حسن بن حسن ، وعباس ابن حسن بن حسن ، فلما حبسهم لم يكن فيهم على بن حسن بن حسن بن على العابد ، فلما كان الغد بعد الصبح وإذا برجل قد أقبل متلففاً ، فقال له رياح : مرحباً بك ما حاجتك ؟ قال : جئتك لتحبسني مع قومي ، فإذا هو على بن حسن بن حسن ، فحبسه معهم .
وكان محمد قد أرسل ابنه علياً إلى مصر يدعو إليه ، فبلغ خبره عامل مصر ، وقيل له إنه على الوثوب بك ، والقيام عليك بمن شايعه ، فقبضه وأرسله إلى المنصور ، فاعترف له وسمى أصحاب أبيه ، وكان فيمن سمى عبد الرحمن بن أبي الموال وأبو جبير ، فضربهما المنصور وحبسهما وحبس علياً ، فبقي محبوساً إلى أن مات ؛ وكتب المنصور إلى رياح أن يحبس معهم محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان المعروف بالديباج ، وكان أخا عبد الله بن حسن بن حسن لأمه - أمهما جميعاً فاطمة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهما ؛ فأخذه معهم ، وقيل إن المنصور حبس عبد الله بن حسن بن حسن على وحده وترك باقي أولاد حسن ، فترك حسن بن حسن بن حسن خضابه حتى نصل حزناً على أخيه عبد الله ، فكان المنصور يقول : ما فعلت الحادة ؟ ومر حسن بن حسن بن حسن على إبراهيم بن حسن وهو يعلف إبلاً فقال : أتعلف إبلك وعبد الله محبوس يا غلام - أطلق عقلها ففعل ، ثم صاح في أدبارها فلم يوجد منها بعير ، فلما طال حبس عبد الله بن حسن قال عبد العزيز بن سعيد للمنصور : أتطمع في خروج محمد وإبراهيم وبنو حسن مخلون ؟ والله للواحد منهم أهيب في صدور الناس من الأسد ، فكان ذلك سبب حبس الباقين في سنة أربع وأربعين .

الصفحة 9