كتاب المقتضب (اسم الجزء: 2)
(هَذَا بَاب الْفِعْل بعد أَن وَانْقِطَاع الآخر من الأول)
أعلم أَنَّك إِذا أرت بِالثَّانِي مَا أردْت بِالْأولِ من الإجراء على الْحَرْف لم يكن إِلَّا منسوقا عَلَيْهِ تَقول أُرِيد أَن تقوم فَتضْرب زيد وَأُرِيد أَن تَأتِينِي وتكرمني وَأُرِيد أَن تجْلِس ثمَّ تَتَحَدَّث يَا فَتى فَإِن كَانَ الثَّانِي خَارِجا عَن معنى الأول كَانَ مَقْطُوعًا مستأنفاً وَذَلِكَ قَوْلك أُرِيد أَن تَأتِينِي فتقعد عني وَأُرِيد أَن تكرم زيدا فتهينه فَالْمَعْنى أَنه لم يرد الإهانة إِنَّمَا أَرَادَ الْإِكْرَام فَكَأَنَّهُ فِي التَّمْثِيل أُرِيد أَن تكرم زيدا فَإِذا أَنْت تُهينه وَأُرِيد أَن تَأتِينِي فَإِذا أَنْت تقعد عني كَمَا قَالَ
(والشِعْرُ لَا يَضْبِطُهُ مِنْ يظلِمهُ ... )
(إِذا أرتقى فيهِ الَّذِي لَا يعْلَمُهُ ... )
(زَلّتْ بِهِ إِلَى الحَضيضِ قَدَمَهُ ... )
(يُريدُ أَن يُعرِبَهُ فَيُعجِمَهُ ... )
الصفحة 33
382