كتاب المقتضب (اسم الجزء: 3)

فَإِن قَالَ قَائِل: مَا بالنا لَا نحد أَكثر المصادر إِلَّا مذكرا وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ معدول عَمَّا لَا نجد التَّأْنِيث فى لَفظه قيل لَهُ: قد وجدْتُم فى المصادر مؤنثا كثيرا، كَقَوْلِك: أردْت إِرَادَة، واستخرت استخار؛ وقاتلت مقاتلة وكل مصدر تُرِيدُ بِهِ الْمرة الْوَاحِد فَلَا بُد من دُخُول الْهَاء فِيهِ، نَحْو: جَلَست جلْسَة وَاحِد وَركبت ركبة، وَإِنَّمَا هَذَا معدول عَن مصدر مؤنث كنحو مَا ذكرت لَك وَالدَّلِيل على ذَلِك أَن الْمُذكر من المصادر، وَغَيرهَا الذى هُوَ على هَذَا الْوَزْن مَصْرُوف متصرف؛ نَحْو: ذهبت ذَهَابًا، ولقيته لِقَاء / وَأَنه لما أَرَادَ المكسور قَالَ: دعيت نزال وَأما مَا كَانَ نعتا غَالِبا فَمِنْهُ قَوْله:
(لحقت حلاق بهم على أكسائهم ... ضرب الرّقاب، وَلَا يهم الْمغنم)
يُرِيد: الْمنية؛ كَمَا قَالَ مهلهل:

الصفحة 372