كتاب المقتضب (اسم الجزء: 4)

الاسمين اسْما وَاحِدًا وَلَو أفردت أَحدهمَا من صَاحبه لم تُؤَد الْمَعْنى
وَأما بَيت بَيت وكفة كفة فكأنك إِذا قلت لَقيته كفة كفة قلت لَقيته كفاحا
وَإِذا قلت هُوَ جاري بَيت بَيت قلت هُوَ جاري دنوا وَإِن شِئْت أضفته وَهُوَ فِي هذَيْن الاسمين أَجود
وَذَلِكَ لِأَنَّك تضيف بَيْتا إِلَى بَيت فَمَعْنَى الْإِضَافَة فِيهِ صَحِيح
وَكَذَلِكَ كفة كفة إِنَّمَا هُوَ وَجها لوجه
أَلا تراك تَقول فِي هَذَا الْمَعْنى لَقيته كفة لكفة وكفة عَن كفة
فَمَا صَحَّ مَعْنَاهُ فبابه الْإِضَافَة وَإِن كَانَ على جِهَة اللَّام لم يجز إِلَّا الْإِضَافَة
أَلا ترى أَن قَوْلك هَذَا أَخُو زيد وَغُلَام زيد إِنَّمَا هُوَ فِي الْمَعْنى أَخ لزيد وَغُلَام لزيد وَخَمْسَة عشر وبابها إِذا سميت بِشَيْء مِنْهَا رجلا جَازَ فِيهِ الْأَمْرَانِ
وَكَانَ الْأَخْفَش يُجِيز فِيهِ الْإِضَافَة وَهُوَ عدد ويعربه
فَأَما الْإِضَافَة فجيدة وَأما الْإِعْرَاب فِيهِ فرديء لِأَن مَا أعرب مُضَافا أعرب نكرَة فَترك الْإِعْرَاب لَهُ نكرَة مخرج لَهُ من الْإِعْرَاب مُضَافا
فَأَما قَوْله خَمْسَة عشر درهما فَلِأَنَّهُ عدد فِيهِ معنى التَّنْوِين نَحْو عشْرين وَمَا أشبههَا
فَإِذا قلت هَذِه خَمْسَة عشركم ذهب مِنْهُ معنى التَّنْوِين وَصَارَ فِي الْوَجْهَيْنِ بِمَنْزِلَة قَوْلك هَذِه عشرُون درهما وَهَذِه عشروك وعشرو عبد الله فَهُوَ بِالنِّيَّةِ هَكَذَا كَمَا تَقول هَؤُلَاءِ ضوارب زيد إِذا أردْت الْمَاضِي وَإِسْقَاط التَّنْوِين من الْمُسْتَقْبل وَهَؤُلَاء ضوارب زيدا إِذا أردْت معنى التَّنْوِين

الصفحة 30