كتاب بحوث ومقالات في اللغة والأدب وتقويم النصوص (مقالات محمد أجمل الإصلاحي)

الكتاب ولا اسم مؤلفه، فلعل من أعد فهرس الكتب المحفوظة في مكتبة داماد زاده لما تصفّح محتوى المجموع، ورأى تسع رسائل متتالية للصغاني، ولم يجد اسم المؤلف في بداية الكتاب العاشر، استعجل، ولم يدقق في ما ورد في نهايته ولا نهاية الكتاب التاسع بخط مختلف، من اسم الكتاب العاشر واسم مؤلفه، ونسبها كلها إلى الصغاني في دفتر المكتبة الذي استند إليه بروكلمان، ثم عوّل عليه كل من نسب كتابًا في خلق الإنسان إلى الصغاني في هذا القرن. وأكّد الدكتور أحمد خان نفيه عن الصغاني بأنه لم يثبت أصلًا أن الصغاني ألف كتابًا في هذا الموضوع، فلا هو أشار إليه في مؤلفاته، ولا تلامذته ولا أحد ممن ترجم له.
الذي أريد أن أضيف هنا أن نسبة هذا الكتاب إلى الصغاني أقدم من هذا بكثير. فقد توارد عدد من العلماء على نقل نص من كتاب في خلق الإنسان نسبوه إلى الصغاني، وهو في الحقيقة مأخوذ من كتاب أبي محمد هذا. ولعلّ أولهم بدر الدين الزركشي (794 هـ) فقد ذكر السيوطي (911 هـ) في كتاب المزهر في كلامه على لفظة "الكسّ" أن لأهل العربية فيها ثلاثة مذاهب: أحدها أنها مولدة، قال به صاحب القاموس، وسلامة الأنباري في شرح المقامات. والثاني أنها عربية، و"رجحه أبو حيان في تذكرته، ونقله عنه الإسنوي في المهمات، وكذا الصغاني في كتاب خلق الإنسان، ونقله عنه الزركشي في مهمات المهمات (1). والثالث أنه فارسي معرب، وهو رأي الجمهور منهم المطرزي في شرح المقامات" (2).
__________
(1) ليضف هذا الكتاب إلى ثبت مؤلفات الزركشي، فإنه لم يذكر في ترجمته، وقد فات محققي كتبه - مع رجوعهم إلى كتاب المزهر - لأن فهرس الأعلام فيه أخلّ بهذا الموضع. وقد ذكر صاحب كشف الظنون (ص 1915) كتابين بهذا العنوان: أحدهما للحافظ زين الدين العراقي (806 هـ) والآخر للشيخ سراج الدين اليمني (887 هـ)، ولكن لم يشر إلى كتاب الزركشي هذا.
(2) الزهر في علوم اللغة وأنواعها، تحقيق محمد أحمد جاد المولى بك وزميليه، مكتبة دار التراث، القاهرة، 1: 310.

الصفحة 137