كتاب بحوث ومقالات في اللغة والأدب وتقويم النصوص (مقالات محمد أجمل الإصلاحي)

فلخّص فيه ما قاله في كتاب المزهر، كما لخّص في المزهر ما أفاض فيه من قبل في كتابه "مواسم النكاح"، ثم اختصره في "الوشاح".
أما إغفال السيوطي ذكر مهمات المهمات في الوشاح، فلعل السبب في ذلك أنه لم ترد في كتاب الزركشي فائدة زائدة على هذا النقل من كتاب خلق الإنسان، مما يحوجه إلى ذكره، وهو بصدد اختصار مسودة كبيرة استطالها، بالإضافة إلى اختلاف سياق الأقوال في الكتابين، وشدة اهتمام السيوطي في كتاب المزهر بالنص على مصادره التي ينقل عنها.
وقد نقل شهاب الدين الخافجي (1069 هـ) أيضًا هذا النص في كتابه شفاء الغليل، فقال: "قال المطرزي وغيره: فارسي معرب كوز، وقال ابن الأنباري (1): هو مولد، والحق الأول، قال الصغاني في خلق الإنسان: لم أسمعه في كلام فصيح ولا شعر صحيح إلا في قوله ... ". ثم نقل أربعة أشطر من الرجز المذكور، وقول أبي حيّان (2).
كتاب المزهر من مصادر الخفاجي، وخاصة النوع الحادي والعشرين منه الذي في معرفة الولد، وقد أحال فيه السيوطي في موضوع النكاح.
ومن الملاحظ أن سياقة النص في شفاء الغليل قريبة من سياقته في كتاب
__________
(1) في الوشاح: "سلامة ابن الأنباري"، فاختصره الخفاجي بحذف (سلامة)، فأوهم أنه أبو بكر محمد بن قاسم الأنباري المتوفى سنة 328 هـ الذي نقل من كتابه (الزاهر) في عدة مواضع. والمعروف في اسم الأول: سلامة الأنباري، كما في المزهر. وهو سلامة بن عبد الباقي، أبو الخير الأنباري النحوي الضرير المتوفى سنة 590 هـ، من مؤلفاته شرح مقامات الحريري، وهو من مصادر كتاب المزهر. انظر ترجمته في بغية الوعاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر 1399 هـ، 1: 593.
(2) شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل، الخانجي، القاهرة، 1325 هـ، ص 171.

الصفحة 140