كتاب بحوث ومقالات في اللغة والأدب وتقويم النصوص (مقالات محمد أجمل الإصلاحي)

من هو؟ " (1) والقاضي أبي بكر ابن العربي (ت 543 هـ) في رسالته "تبيين الصحيح في تعيين
الذبيح " (2)، وتقي الدين السبكي (ت 756 هـ) في رسالته "القول الصحيح في تعيين الذبيح" (3). وابن طولون (ت 953 هـ) في رسالته "الميمون التصريح بمضمون الذبيح" (4) وعلي بن برهان الدين الحلبي (ت 1044 هـ) في رسالته "القول المليح في تعيين الذبيح" (5).
وقد وصل إلينا بعض هذه الرسائل كرسالة السبكي. أشار في أوّلها إلى بعض الأدلة التي احتجّ بها القائلون بأنّ الذبيح إسماعيل، ثم قال: "وهي أمور ظاهرة لا قطعية، وتأمّلت القرآن، فوجدت فيه ما يقتضي القطع أو يقرب منه، ولم أر من سبقني إلى استنباطه. وهو أن البشارة مرتين ... " وفصّل هذا الدليل، ثم ردّ ما يمكن إيراده عليه. وهذه الرسالة في ورقة واحدة (6). ورسالة السيوطي التي مرّ ذكرها في ثلاث ورقات. وقد وصلت رسالتا القاضي ابن العربي وابن طولون أيضًا لكن لم نطلع عليهما (7).
ويبدو أن الرسائل المذكورة كلّها كانت لطيفة صغيرة الحجم. أما هذه الرسالة التي نقدّمها اليوم فهي كتاب حافل في هذا الباب. وقد سبق ما أشار إليه الإمام ابن القيم - رحمه الله - من أنّ القول بكون الذبيح إسحاق باطل بأكثر من
__________
(1) معجم الأدباء: 19/ 170، إنباه الرواة للقفطي 3: 316، وذكر أنّه في "جزء".
(2) ذكرها في كتابه أحكام القرآن: 3/ 1617، ويدلّ كلامه في الأحكام أنّ الذبيح عنده إسماعيل.
(3) كشف الظنون: 2/ 1364.
(4) المرجع السابق: 2/ 1919، وقف عليها مؤلّف الكشف فقال: "صرّح فيها بأنّ الذبيح إسماعيل" ونسخة منها في التيمورية.
(5) المرجع السابق: 2/ 1365.
(6) وقد علقها السبكي سنة 651 هـ، ونسخة منها ضمن مجموع مخطوط في مكتبة عارف حكمت برقم 272 مجاميع (ق 134/ب - 135/أ).
(7) انظر قانون التأويل لابن العربي، مقدّمة المحقّق: 154.

الصفحة 488