كتاب فرض طلب العلم للآجري

قال محمد بن الحسين:
فمن لم يكن معه علم عند حلول الفتن هلك فإن قال قائل: فما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالما فاتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا».
قيل له –والله أعلم-:
كلما فسد الزمان –وفساده فساد أهله- رغبوا أهله عن طلب العلم، فقل العلم فيهم [فيقبض] الله من كل زمان علماءه الذين قد حفظوا العلم، ورعوا حقه، وقاموا لله عز وجل [بشطر] كبير من العلم فنفعهم الله –عز وجل- بالعلم ونفع بهما [خلقا] كثيرا، فلما قبض الله عز وجل من هو (مهد) القبض على العلم في الكتب عند قوم لا يعملون به، ولا يحفظونه، ولا يعرفون الأحكام، إلا أنه يشار إليهم على الظاهر أنهم من

الصفحة 159