كتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب

وفي صحيح الحاكم عن عائشة قالت: دخل علي أبو بكر رضي الله عنهما فقال: هل سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعاء علمنيه؟ قلت: ما هو قال: كان عيسى بن مريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلمه أصحابه، قال «لو كان على أحدكم جبل ذهب ديناً فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه: اللهم فارج الهم، كاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت ترحمني فارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك» .
وفي صحيحه أيضاً عن أم سلمة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هذا ما سأل محمد ربه «اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات وثبتني وثقل موازيني وحقق إيماني وارفع درجتي وتقبل الخير وخواتمه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلى من الجنة آمين.
اللهم إني أسألك خير ما آتي، وخير ما أفعل، وخير ما بطن وخير ما ظهر.
اللهم إني أسألك أن ترفع ذكري وتضع وزري وتصلح أمري وتطهر قلبي وتحصن فرجي وتنور لي قلبي وتغفر لي ذنبي.
وأسألك أن تبارك لي في نفسي وفي سمعي وفي بصري وفي روحي، وفي خلقي وأهلي، وفي محياي وفي مماتي، وفي عملي، وتقبل حسناتي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين» .
وفي صحيحه أيضاً من حديث معاذ قال: أبطأ عنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصلاة الفجر حتى كادت أن تدركنا الشمس، ثم خرج فصلى بنا فخفف، ثم أقبل علينا بوجهه فقال «على مكانكم أخبركم ما بطأني عنكم اليوم: إني صليت في ليلتي هذه ما شاء الله، ثم ملكتني عني فنمت، فرأيت ربي تبارك وتعالى فألهمني أن قلت: اللهم إني أسألك الطيبات، وفعل الخيرات، وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تتوب علي وتغفر لي وترحمني.
وإذا أردت في خلقك فتنة فنجني إليك منها غير مفتون.
اللهم وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يبلغني إلى حبك» ثم أقبل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال «تعلموهن وادرسوهن فإنهن حق» ورواه الترمذي والطبراني وابن خزيمة وغيرهم بألفاظ أخر.
وفي صحيح الحاكم أيضاً عن ابن عباس قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو «اللهم متعني بما رزقتني، وبارك لي فيه واخلف على كل غائبة لي بخير» .
وفيه عن أنس بن مالك أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول «اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وارزقني علماً

الصفحة 150