كتاب عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج (اسم الجزء: 1)
عليه (¬293)، والمعنى فيه مخافة استمراره إلى خروج الوقت، ولهذا قال ابن الصلاح: إن هذه الكراهة تعم سائر الصلوات، ولا تبعد الكراهة أيضًا قبل دخول الوقت للمعنى المذكور، وَالْحَدِيثُ بَعْدَهَا، لأنه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ كان يكرهه أيضًا، متفق عليه (¬294)، والمعنى فيه مع ما سلف أن الله تعالى قد جعل الليل سكنًا وهذا يخرجه عن ذلك، إِلاّ فِي خَيْرٍ، وَالله أَعْلَمُ، أى كمذاكرة العلم ونحوه؛ لأنه مصلحة ناجزة (¬295)، واستثنى في الروضة مع ذلك ما إذا كان معذورًا وهو ظاهر.
فَصْلٌ: وَيُسَنُّ تَعْجِيلُ الصَّلاَةِ لأَوَّلِ الوَقْتِ، أي إذا تيقنه؛ لأنه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ سئل: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قال: [الصَّلاَةُ لأَوَّلِ وَقْتِهَا] صححه ابن خزيمة والحاكم، وهو في لفظ الصحيحين لفظ [الصَّلاَةُ لِوَقَتِهَا] (¬296)، وفي صحيح ابن
¬__________
(¬293) سيأتي إن شاء الله في الرقم الذي يليه.
(¬294) لحديث أبي بَرْزَةَ: [أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا] رواه البخاري في الصحيح: كتاب مواقيت الصلاة: باب ما يُكره من النوم قبل
العِشاء: الحديث (568). ومسلم في الصحيح: كتاب المساجد: الحديث (235/ 647 وما بعده).
(¬295) لحديث عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: [كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّثُنَا عَامَّةَ لَيْلِهِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيْلَ لاَ يَقومُ إِلاَّ لِعَظِيْمِ صَلاَةٍ] رواه الحاكم في المستدرك: كتاب التفسير: تفسير سورة طه: الحديث (3432/ 569) وقال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال الهيثمي: رواه البزار وأحمد والطبراني في الكبير وإسناده صحيح: قاله في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: ج 1 ص 191: باب الحديث عن بني إسرائيل.
(¬296) رواه الحاكم في المستدرك: كتاب الصلاة: الحديث (680/ 70) ولفظ [الصَّلاَةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا]: الحديث (674/ 1 و 675/ 2) وقال: على شرطهما. ووافقه الذهبى.
وينظر: التعليق (148) وقد تقدم. أما لفظ: [الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا] فرواه البخاري في الصحيح: كتاب مواقيت الصلاة: باب فضل الصلاة لوقتها: الحديث (527) بلفظ [عَلَى وَقْتِهَا] والحديث (2782) والحديث (5970) و (7534). ومسلم في الصحيح: كتاب الإيمان: الحديث (137/ 85) واللفظ له.