كتاب عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج (اسم الجزء: 4)
يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} (¬519) قاله جماعة: إنه الغناء (¬520) وليس بحرام على المشهور، وقد أَوْضَحْتُ الكلام على ذلك وغيره في أوراق في الأصل فَارْحَلْ إِلَيْهِ.
وَيَحْرُمُ اسْتِعْمَالُ آلَةٍ مِنْ شِعَارَ الشَّرَبَةِ كَطُنْبُورٍ؛ وَعُودٍ؛ وَصَنْجٍ؛ وَمِزْمَارٍ عِرَاقِيًّ، وسائر المعازف؛ وهي الملاهي والأوتار أي كَالرَّبَابِ؛ وَالْجَنْكِ؛ وَالْحَفَانَةِ؛ وَالسَّنْطِيْرِ؛ وَالْكَمَنْجَةِ؛ وغيرها، وَاسْتِمَاعُهَا، للآية السالفة، قال ابن عباس والحسنُ:
¬__________
= فَسِرْنَا لَيْلاً؛ فَقَالَ رَجُلٌ مِن الْقَوْمِ لِعَامِرٍ بْنِ الأَكْوَعِ: أَلاَ تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ؟ وَكَانَ عَامِرُ رَجُلًا شَاعِرًا! فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ يَقُولُ الرَّجْزَ:
اللَّهُمَّ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا
فَاغْفِرْ فِدَاءٌ لَكَ مَا اقْتَفَيْنَا ... وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا
وَأَلْقِيَنْ سَكِيْنَةً عَلَيْنَا ... إِنَّا إِذَا صِيْحَ بِنَا أتَيْنَا
وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُواْ عَلَيْنَا
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: [مَنْ هَذَا السَّائِقُ؟ ] فَقَالُواْ: عَامِرُ بْنُ الأَكْوَعِ. قَالَ: [يَرْحَمُهُ اللهُ]. رواه البخاري بقصته في الصحيح: كتاب الأدب: باب ما يجوز من الشعر والرجز: الحديث (6148). ومسلم في الصحيح: كتاب الجهاد: باب غزوة خيبر: الحديث (123/ 1802) وما بعده.
• قَالَ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه -: وَأَمَرَ - أَيْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ابْنَ رَوَاحَةَ فِي سَفَرٍ فَقَالَ: [حَرِّكِ الْقَوْمَ؟ ] فَانْفَعَ يَرْجُزُ. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ - رضي الله عنه -؛ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَسِيْرٍ لَهُ؛ فَقَالَ لَهُ: [يَا ابْنَ رَوَاحَةَ، انْزِلْ فَحَرِّكِ الرِّكَابَ]، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ تَرَكْتُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ - رضي الله عنه -: اسْمَعْ وَأَطِعْ؛ قَالَ: فَرَمَى بِنَفْسِهِ وَقَالَ [الرَّجْزَ]:
وَاللهِ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَمَا تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا
رواه البيهقي في السنن: كتاب الشهادات: جماع أبواب من تجوز شهادته: باب لا باس باستحداء الحداء: الحديث (21638).
(¬519) لقمان / 6.
(¬520) عَنْ سَعِيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا؛ فِي هَذِهِ الآيَةِ {مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} قَالَ: (نَزَلَتْ فِي الْغِنَاءِ وَأَشْبَاهِهِ). رواه البيهقي في السنن الكبرى: كتاب الشهادات: جماع أبواب من تجوز شهادته: الأثر (21589).
الصفحة 1829