كتاب عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج (اسم الجزء: 4)

إنه الْمَلاَهِي (¬521)، لاَ يَرَاعَ فِي الأَصَحِّ، لأنه ينشِّطُ على السير في الأسفار فأشبه الْحِدَاءَ (¬522)، قُلْتُ: الأَصَحُّ تَحْرِيْمُهُ، وَاللهُ أَعْلَمُ، كَالْمِزْمَارِ وَالْيَرَاعِ وَالشُبَّابَةُ (¬523).
وَيَجُوزُ دُفٌّ لِعُرْسٍ وَخِتَانٍ، للنصِّ في العُرس؛ والخِتانُ مثلُهُ (¬524)، وَكَذَا غَيْرِهِمَا فِي الأَصَحِّ، لأنه قد يراد إظهار السرور لسائر الأسباب الحادثة، والثاني: المنع؛ لأن عمر كان إذا سمع صوتًا أنكره (¬525)، فإن كان عرسًا أو ختانًا أَقَرَّهُ، وَإِنْ كَانَ فِيْهِ
¬__________
(¬521) نقله البغوي عن ابن عباس في التهذيب: كتاب أدب القاضي: ج 8 ص 267.
(¬522) • الْيَرَاعُ: الْقَصَبَةُ الَّتِي يُزَمِّرُ فِيْهَا الرَّاعِي.
• عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ مِزْمَارًا، قَالَ: فَوَضَعَ إصْبِعَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ، وَنَأَى عَنِ الطَّريْقِ؛ وَقَالَ لِي (يَا نَافِعُ هَلْ تَسْمَعُ شَيْئًا؟ ) قَالَ: فَقُلْتُ: لاَ! قَالَ: فَرَفَعَ إِصْبِعَيْهِ مِنْ أُذُنَيْهِ، وَقَالَ: (كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَمِعَ مِثْلَ هَذَا؛ فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا). رواه أبو داود في السنن: كتاب الأدب: باب كراهية الغناء والزمر: الحديث (4924)، وقال: هذا حديث منكر.
(¬523) الشَّبَابَةُ؛ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِخُلُوِّ جَوْفِهَا.
(¬524) • عَنِ الرَّبِيْعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: جَاءَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَدَخَلَ عَلَيَّ غَدَاةَ بُنِيَ بِي، فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشٍ لِمَجْلِسِكَ مِنِّي. وَجُوَيْرِيَاتٍ لَنَا يَضْرِبْنَ بِدُفُوفِهِنَّ وَيَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِي يَوْمَ بَدْرٍ. إِلَى أَنْ قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: (وَفِيْنَا يَعْلَمُ مَا فِي الْغَدِ) فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: [اسْكُتِي عَنْ هَذِهِ، وَقُولِي الَّذِي كنْتِ تَقُوليْنَ قَبْلَهَا]. رواه البخاري في الصحيح: كتاب النكاح: باب ضرب الدف في النكاح والوليمة: الحديث (5147). وأبو داود في السنن: كتاب الأدب: باب في النهي عن الغناء: الحديث (4922). والترمذي في الجامع: كتاب النكاح: باب ما جاء في إعلان النكاح: الحديث (1090).
• عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: [أَعْلِنُواْ هَذَا النِّكَاحَ وَاجْعَلُوهُ فِي الْمَسَاجِدِ، وَاضْرِبُواْ عَلَيْهِ بِالدُّفُوفِ]. رواه الترمذي في الجامع: الحديث (1089)، وقال: هذا حديث غريب حسن في هذا الباب. وعيسى بن ميمون يضعف في الحديث. وعيسى بن ميمون الذي يروى عن ابن أبي نجيح التفسير هو ثقة.
(¬525) • في المغني: كتاب الشهادات: فصل في الملاهي: حكم الضرب بالدف: ج 12 ص 40؛ قال موفق الدين المقدسي رحمه الله: (يُرْوَى عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ =

الصفحة 1830