كتاب عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج (اسم الجزء: 4)
وَلَا كَوْنِهِ مُدْلِجِيًا, لأن الْقِيَافَةَ نوعُ علمٍ؛ فمن علمه عمل بعلمه، والثاني: الاشتراط؛ لأن الصَّحَابَة رجعوا إلى بني مُدلج دون غيرهم، وقد يخص الله تعالى جماعة بنوع من المناصب والفضائل كما خص قريشًا بالإمامة، والأصل في الباب قصة مُجَزِّز الْمُدْلَجِيِّ وهو مشهور في الصحيحين (¬548)، وفي البَزَّار من حديث أنس رفعه: [أَنَّ للهِ عِبَادًا يَعْرِفُونَ النَّاسَ بِالتَّوَسُّمِ] (¬549)، وروى أبو أُمامة مرفوعًا: [اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ] (¬550)، فَإِذَا تَدَاعَيَا مَجْهُولًا عُرِضَ عَلَيْهِ، أي على القائف لقيطًا كان أو غيره، وَكَذَا لَوِ اشْتَرَكَا فِي وَطْءٍ فَوَلَدَتْ وَلَدًا مُمْكِنًا مِنْهُمَا وَتَنَازَعَاهُ بِأَنْ وَطِئَا امْرَأَةً بِشُبْهَةٍ أَوْ مُشتَرَكَةً لَهُمَا أَوْ وَطِئَ زَوْجَتَهُ وَطَلَّقَ فَوَطِئَهَا آخَرُ بِشُبْهَةٍ أَوْ نِكَاحٍ فَاسِدٍ، أي بأن نكحها في الْعِدَّةِ جاهلًا بكونها فيها، أَوْ أَمَتَهُ فَبَاعَهَا فَوَطِئَهَا الْمُشْتَرِي، وَلَمْ يَسْتَبْرئْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا، وَكَذَا لَوْ وَطِئَ مَنْكُوحَةً فِي
¬__________
(¬548) عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهوَ مَسْرُورٌ، فَقالَ: [أي عَائِشَةَ، أَلَمْ تَرَيْ أنَّ مُجزِّزًا الْمُدْلَجِيِّ دَخَلَ فَرَأَى أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَزَيْدًا عَلَيْهِمَا قَطِيْفَةٌ قَدْ غَطَّيَا رُؤُوسَهُمَا وَبَدَتْ أقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الأقْدَامُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ] رواه البُخَارِيّ في الصحيح: كتاب المناقب: باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -: الحديث (3555)، وفي الفرائض: باب القائف: الحديث (6770). ومسلم في الصحيح: كتاب الرضاع: باب العمل بإلحاق القائف الولد: الحديث (38/ 1459). وأبو داود في السنن: كتاب الطلاق: باب في القافة: الحديث (2267)، وقال: كان أسامة أسود وزيد أبيض.
(¬549) رواه الطبري في جامع البيان عن تأويل آي القرآن: سورة الحجر: آي (75): مج 8 ج 14 ص 62: الرقم (16062). وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: كتاب الزهد: باب ما جاء في الفراسة: ج 10 ص 268؛ قال الهيثمي: رواه البَزَّار والطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
(¬550) رواه الترمذي في الجامع: كتاب التفسير: ومن سورة الحجر: الحديث (1327) عن أبي سعيد الخُدرِيّ، وقال: هذا حديث غريب، وإنما نعرفه من هذا الوجه، وقد روى عن بعض أهل العلم. والطبري في جامع البيان: النص (16060) وعن ابن عمر رضي الله عنهما: النص (16061)، وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: ج 10 ص 268؛ قال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن. قلتُ: رواه الطبراني في المعجم الكبير عن أبي أمامة: الحديث (7497): ج 8 ص 102. وفي إسناده عن أبي أُمامة نظر.