كتاب عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج (اسم الجزء: 2)
ولْيَصُنْ لِسَانَهُ عَنِ الْكَذِبِ وَالْغِيبَةِ، أي يلزمه ذلك ويتأكد في حقّه أكثر من غيره، وليَصُنْ لسانه عن الشتم أَيضًا للنص الصحيح في ذلك كله (¬984)، وَنَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ، أي وإن كانت مباحة استحبابًا مخالفة للهوى لتقوى النفس على التقوى، فإنَّه حكمة الصوم وإليه أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: [الصَّوْمُ جُنَّةٌ] (¬985).
¬__________
• ولحديث عمرو بن العاص - رضي الله عنه -؛ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: [فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أهْلِ الْكِتَابِ أكْلَةُ السُّحُورِ]. رواه ابن حبان في الإحسان: الحديث (3468). ومسلم في الصحيح: كتاب الصيام: باب فضل السحور: الحديث (46/ 1096).
• ولحديث أبي ذر - رضي الله عنه -؛ أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ: [لا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا أَخُرُواْ السُّحُورَ وَعَجَّلُواْ الْفِطْرَ]. رواه الإمام أَحْمد في المسند: ج 5 ص 147 و 172. والحديث ضعيف.
(¬984) • لحديث أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-؛ قال: قالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: [مَنْ لَم يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلِ بِهِ؛ فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ]. رواه البُخَارِيّ في الصحيح: كتاب الصوم: الحديث (1903).
• وعنه أَيضًا؛ قال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: [رُبَّ صَائِمٍ لَيْس لَهُ مِنْ صيَامِهِ إلَّا الْجُوعَ؛ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرَ]. رواه النَّسائيّ في السنن الكبرى: باب ما يؤمر به الصائم من ترك الجهل: الحديث (1/ 3252). والحاكم في المستدرك: كتاب الصوم: الحديث (40/ 1571)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البُخَارِيّ ولم يخرجاه؛ ووافقه الذهبي؛ قال: على شرط البُخَارِيّ.
• وعنه أَيضًا؛ قال: قال رسول الله: [لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ؛ إِنَّمَا الصيامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ. فَإِنْ سَابَّكَ أحدٌ وَجَهلَ عَلَيكَ؛ فَقُلْ: إِنِّى صَائِمٌ]. رواه الحاكم في المستدرك: الحديث (1570/ 39)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي؛ قال: على شرط مسلم.
(¬985) الحديث عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: [الصيَامُ جُنَّةٌ]، وفي رواية: [قَالَ الله: كُلُّ عَمَلِ ابْن آدَمَ لَهُ؛ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنهُ لِي وَأنَا أَجْزِي بهِ؛ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفَثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّى امْرؤٌ صَائِمٌ]. رواهما البُخَارِيّ في الصحيح: كتاب الصوم: الحديث (1894) و (1904).