كتاب عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج (اسم الجزء: 2)

ويُسْتَحَبَ أَنْ يَغْتَسِلَ عَنِ الْجَنَابَةِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ليؤدي العبادة على الطهارة وليخرج من خلاف أبي هريرة حيث قال: لا يصح صومه، ثم استدل بحديث منسوخ، ولو طَهُرَتِ الحائض ليلًا ونَوَتْ الصوم واغتسلت في النهار صحَّ صومها (¬986).
فَرْعٌ: يكره له دخول الحمام؛ قاله الجرجانى في تحريره.
وَأَنْ يَحْتَرِزَ عَنِ الْحِجَامَةِ، لأجل ما سلف فيها، وَالْقُبْلَةِ، خوف ما تقدم فيها، وَذَوْقِ الطَّعَامِ، خوف الوصول إلى حَلْقِهِ، وَالعَلْكِ, لأنه يجمع الريق وقد سبق الخلاف في إفطاره بذلك ويدعو إلى القيء ويُعطّش أَيضًا، وَأَنْ يَقُولَ عِنْدَ فِطْرِهِ: [اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ]، للإتباع كما أخرجه أبو داود مرسلًا والدارقطى متصلًا لكن يضعفه (¬987)، وَأَنْ يُكثِرَ في الصَّدقَةِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ في
¬__________
(¬986) • لحديث عائشة رضي الله عنها وأمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها؛ قَالَتَا: (كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - من يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ جُنُبًا في رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ حُلْمٍ فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ). رواه البُخَارِيّ في الصحيح: الحديث (1930 و 1931 و 1932).
• أمَّا حديثُ أبي هريرةَ - رضي الله عنه -؛ [مَن أصْبَحَ جُنُبًا فَلَا يَصُوم] فَمَنْسُوخٌ لِحَدِيّثِ الْحَارِثِ بن هِشام أنَّ أبَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أخْبَرَ مَرْوَانَ أَنَّ عَائِشَةَ وَأم سَلَمَةَ أخْبَرَتَاهُ: (أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغتسِلُ وَيَصُومُ) وَقالَ مَروانُ لِعَبدِ الرَّحْمَنِ بن الْحَارِثِ؛ أُقْسِمُ بِاللهِ لَتُقَرِّعَنَّ بِهَا أبَا هُرَيْرَةَ؛ وَمَروَانُ يَوْمَئِذ عَلَى الْمَدِيّنَةِ، فَقالَ أبو بَكر: فَكَرِهَ ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ. ثُمَّ قُدِّرَ لَنَا أنْ نَجْتَمِعَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ - وَكَانَتْ لأبي هُرَيرةَ هُنَالِكَ أرْضٌ- فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لأبِي هُرَيْرَة: (إنِّي ذَاكِرٌ لَكَ أمْرًا، وَلَوْلَا مَروَان أقْسَمَ عَلَيَّ لَمْ أذكُرْهُ لَكَ) فَذَكَر قَوْلَ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ: كَذَلِكَ حَدَّثَنِي الفَضلُ بن عَبَّاسٍ! وَهُنَّ أعْلَمُ. رواه البُخَارِيّ في الصحيح: الحديث (1925 و 1926).
• قال ابن حجر: قال ابن المنذر: (وَأَحْسَنُ مَا سَمِعْتُ في هَذَا الْحَدِيْثِ أنَّهُ مَنْسُوخٌ): تلخيص الحبير: ج 2 ص 214.
(¬987) رواه أبو داود في السنن: الحديث (2358). والدارقطني في السنن: باب القُبلة للصائم: =

الصفحة 537