كتاب عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج (اسم الجزء: 1)
وأذهب عني أذاه (¬116)، والسر في الاستغفار؛ أنه لما خلص من النَّجْوِ المثقل للبدن، سأل التخليص. بما يثقل القلب، وهو الذنب لتكمل الراحة. ومن مهاب الرياح المراحيض المشتركة، فينبغى البول في إناء وإفراغه فيها ليسلم من النجاسة، قال الترمذي الحكيم في علله: وبلغنا عن ابن عباس أن المرأة إذا تطهرت على رأس خلائها بالماء تبتلى بخروج الريح من قُبُلِهَا، وقوله (بِالْمَاءِ) يخرج الحجر، وقوله (فِي
مَجْلِسِهِ) هو في غير الأخلية لما سلف.
وَيَجِبُ الاِسْتِنْجَاءُ، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: [وَلْيَسْتَنْجِ بِثَلاَثَةِ أحْجَارٍ] (¬117)، بِمَاءٍ أَوْ حَجَرٍ، للحديث المذكور وغيره، والماء بطريق الأَوْلى لأنه يزيل العين والأثر (¬118)، وَجَمْعُهُمَا أَفْضَلُ، لقصة أهل قباء في ذلك وقد أخرجها البزار (¬119)، وَفِي مَعْنَى الْحَجَرِ كُلُّ
¬__________
(¬116) رواه ابن شيبة في الكتاب المصنف: ج 1 ص 116: النص (29897).
(¬117) الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنَّمَا أنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ، فَإذَا أَتَى أحَدُكُمْ الغَائِطِ فَلاَ يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وِلاَ يَسْتَدْبِرْهَا وَلاَ يَسْتَطيبْ بيَمِيْنِهِ، وَكَانَ يَأمُرُ بِثَلاَثَةِ أحْجَارٍ، وَنَهَى عَن الرَّوثَةِ، وَالرِّمَّةِ - العظم البالي-] أخرجه أبو
داود في السنن: كتاب الطهارة: باب كراهية استقبال القبلة عند الحاجة: الحديث (8).
وفي سنن ابن ماجه: كتاب الطهارة: باب الاستنجاء بالحجارة والنهي عن الروث والرمة: الحديث (313). وبنحوه في سنن النسائي: كتاب الطهارة: باب النهي عن الاستطابة بالروث: 1/ 38. ولفظ المتن رواه الشافعى - رضي الله عنه - في الأُم: ج 1 ص 22. وفي مسند الإمام أحمد: ج 2 ص 250. وإسناده صحيح فهو حديث حسن صحيح.
(¬118) قُلْتُ: ولما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت لنسوة: مُرْنَ أزواجكن أن يستنجوا بالماء، فإني أستحييهم؛ [وَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَفْعَلُهُ]. أخرجه الإمام
أحمد في المسند: ج 5 ص 95 و 113 و 171 و 236. والجامع الصحيح للترمذي: كتاب الطهارة: باب ما جاء في الاستنجاء: الحديث (19) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وسنن النسائي: كتاب الطهارة: باب الاستنجاء بالماء: ج 1 ص 42. والحديث إسناده صحيح.
(¬119) عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة / 108] فسألهم النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالوا: إنا نتبع الحجارة بالماء. =