كتاب عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج (اسم الجزء: 2)
كقوله: وَقَفْتُ عَلَى أَوْلادِي؛ فإذا انقرضُوا فَلأَحْفَادِي الثُّلُثُ والبَاقِي للفقراء، وقد يقترنُ به ما يقتضي الجَزْمَ بِدُخُولهِمْ كقوله: وقفتُ على أولادي وليسَ لهُ إلَّا أولاد أولاد فإنه يَتَعَيَّنُ حَمْلُ كلامِهِ عليهِمْ.
وَيَدْخُلُ أَوْلادُ الْبَنَاتِ فِي الْوَقْفِ عَلَى الذُّرِّيَّةِ وَالنَّسْلِ وَالْعَقِبِ وَأَوْلادِ الأوْلادِ، كقوله تعالى: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيمَانَ} إلى أن ذكر {عِيسَى} (¬191) - عَلَيهِمُ السَّلامُ - وَلَيسَ هُوَ إِلَّا وَلَدُ الْبِنْتِ، وأما في أولاد الأولاد فلصدق الاسم عليهم، إِلَّا أَنْ يَقُولَ: عَلَى مَنْ يَنْتَسِبُ إِلَيَّ وَمِنهُمْ، أي فإنَّ أولادَ البناتِ لا يدخلونَ في أولادِ الأولادِ؛ وقيل: يدخلونَ لقوله عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ في الحسن بن عليٍّ [إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ] أخرجهُ البخاري (¬192)، لكن مِنْ خَصَائِصِهِ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ أَنَّهُمْ يُنْسبونَ إِلَيهِ.
¬__________
(¬191) الأنعام / 84 - 85. عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ؛ قَال: اجْتَمَعُوا عِنْدَ الْحَجَّاجِ؛ فَذُكَرَ الْحُسَينُ بْنُ عَلِيٍّ؛ فَقَال الْحَجَّاجُ: لَمْ يَكُنْ مِنْ ذُرِّيَّةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ وَعِنْدَهُ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ؛ فَقَال لَهُ: كَذَبْتَ أَيُّهَا الأَمِيرُ؛ فَقَال: لَتَأْتِيَنِّي عَلَى مَا قُلْتَ بِبَيِّنَةٍ مِنْ مِصْدَاقٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ أَوْ لأَقْتُلَنَّكَ؟ قَال: فَقَال: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ} إِلَى قَوْلهِ تَعَالى: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى} [الأنعام / 84 - 85] فَأَخْبَرَ الله عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ عِيسَى مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ بأُمِّهِ، وَالحُسَينُ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - بِأُمِّهِ. قَال: صَدَقْتَ؛ فَمَا حَمَلَكَ عَلَى تَكْذَيبِي فِي مَجْلِسِي؟ قَال: مَا أخَذَ الله عَلَى الأنْبِيَاءِ {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران / 187] قَال الله عَزَّ وَجَل: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران / 187]. فَنَفَاهُ إلَى خُرَاسَان. رواه البيهقي في السنن الكبرى: كتاب القرض: باب الصدقة في الذرية ومن يتناوله اسم الذرية: الأثر (12150).
(¬192) عن الحسن البصريِّ؛ قال: سَمِعْتُ أبَا بَكْرَةَ يَقُولُ: رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ -وَالحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبهِ- وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيهِ مَرَّةٌ أُخْرَى وَيَقُولُ: [إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ الله أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَينَ فِئَتَينِ عَظِيمَتَينِ مِنَ المُسْلِمِينَ]. رواه البخاري في الصحيح: كتاب الصلح: باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لِلْحَسَنِ بْنِ عَلى رضي الله عنهما: الحديث (7204).
الصفحة 972