كتاب سنة الترك ودلالتها على الأحكام الشرعية

المطلب الثاني
تعريف السُّنَّة التَّرْكِيَّة
قبل الشروع في تعريف السُّنَّة التَّرْكِيَّة يَجْدُر التعرض بالبيان لأقسام تَرْكِه - صلى الله عليه وسلم - وذلك على النحو الآتي:
ينقسم تَرْكِه - صلى الله عليه وسلم - إلى خمسة أقسام:

القسم الأول: التَّرْكُ الجِبِلِّيّ أو العادي، وهو ما يرجع إلى الجِبِلَّة أو العادة؛ كَتْرِكه - صلى الله عليه وسلم - أكل الضَّب؛ لكونه لم يكن بأرض قومه (١).
ومن ذلك: ما تركه - صلى الله عليه وسلم - على جهة النسيان.
مثال ذلك: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - صلى بأصحابه - رضي الله عنهم - صلاة فزاد أو نقص، فلما سلم قيل له: يا رسول الله أَحَدَثَ في الصلاة شيء؟ قال: "وما ذاك؟ " قالوا: صليت كذا وكذا، فثني رجليه بوجهه قال: «إنه لو حدث في الصلاة شيء لنبأتكم به ولكن إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تَنْسُون فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم
---------------
(١) أخرجه البخاري ص (١١٣٤) برقم (٥٣٩١) ومسلم ص (١٠٤١) برقم (١٩٤٦) وقد تقدم.

الصفحة 31