كتاب دراسة وتحقيق قاعدة «الأصل في العبادات المنع»

وحرمه" (¬1).
وقال أيضًا: "فالأصل في العبادات البطلان حتى يقوم دليل على الأمر، والأصل في العقود والمعاملات الصحة حتى يقوم دليل على البطلان والتحريم" (¬2).
ومن الأدلة على أن الأصل في العادات الحل ما يأتي:
1 - قوله -تعالى-: {الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: 29].
2 - قوله -سبحانه-: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا} [يونس: 59] (¬3).
3 - قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ * قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ} [المائدة: 101، 102].
قال ابن القيم: "ولم ينقطع حكم هذه الآية، بل لا ينبغي للعبد أن يتعرض للسؤال عما إن بدا له ساءه بل يستعفي ما أمكنه ويأخذ بعفو الله" (¬4).
4 - قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله - عز وجل- فرض فرائض فلا تضيعوها
¬_________
(¬1) اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 269).
(¬2) أحكام أهل الذمة (2/ 715).
(¬3) إعلام الموقعين (1/ 344).
(¬4) إعلام الموقعين (1/ 71، 72)، وانظر منه: (1/ 58)، وتفسير ابن كثير (2/ 109)

الصفحة 48