كتاب دراسة وتحقيق قاعدة «الأصل في العبادات المنع»

وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» " (¬1).
5 - أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- دخل على امرأة من أحمس يقال لها زينب، فرآها لا تتكلم فقال: "ما لها لا تكلم؟ " قالوا: حجَّت مصمته. قال لها: "تكلمي، فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية" فتكلمت فقالت: من أنت؟ قال: "امرؤ من المهاجرين" قالت: أي المهاجرين؟ قال: "من قريش" قالت: من أي قريش أنت؟ قال: "إنك لسؤول، أنا أبو بكر" (¬2).
وقد علق ابن تيمية على هذا الأثر فقال: "ومعنى قوله: "من عمل الجاهلية" أي مما انفرد به أهل الجاهلية، ولم يشرع في الإسلام.
فيدخل في هذا: كل ما اتُخذ عبادة مما كان أهل الجاهلية يتعبدون به، ولم يشرع الله التعبد به في الإسلام" (¬3).
ثالثًا: الأدلة الدالة على تحريم القول على الله بغير علم:
فمن ذلك:
¬_________
(¬1) أخرجه البخاري (9/ 104) برقم (5063).
(¬2) أخرجه البخاري (7/ 147) برقم (3834).
(¬3) اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 327).

الصفحة 54