كتاب القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

يبالون بترك المأمورات, ولا بارتكاب المحظورات، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ولقد أحسن عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى, حيث يقول:
وهل أفسد الدين إلا الملو ... ك وأحبار سوء ورهبانها
لقد رتع القوم في جيفة ... مبين لذي اللب انتانها

والمراد بما ذكر في حديث أنس رضي الله عنه الأكثر والأغلب لا العموم.
لما في الصحيحين وغيرهما عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم, ولا من خالفهم, حتى يأتي أمر الله, وهم على ذلك».
وفي الصحيحين أيضًا عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه.
ولمسلم أيضًا عن سعد بن أبي وقاص وجابر بن عبد الله وجابر بن سمرة، وثوبان، وعقبة بن عامر، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو ذلك.
وروي الإمام أحمد والترمذي وصححه وابن ماجة وابن حبان في صحيحه عن معاوية بن قرة، عن أبيه رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو ذلك. وروي الحاكم في مستدركه وصححه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو ذلك.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه رواه ابن ماجة.

الصفحة 15