كتاب أصلح الأديان للإنسانية عقيدة وشريعة

وتعالى الله عن العبث.
وما دام كمال الإسلام أمراً واقعاً مشهوداً فمن البديهي
أنه لا يمكن الاستدراك عليه أو إضافة جديد إلى أصوله،
أما الفروع فلا حجر في الإسلام على الوضع والإضافة من
قبل المجتهدين الصالحين المتبحِّرين في العلم الموصوفين
بالنزاهة والعدالة والتدين والصلاح الذين هم صفوة الأمة.
وترك الإسلام باب الاجتهاد مفتوحاً وأبواب الفروع
مفتحة لأنه مدرك أن التقدم البشري يقضي بذلك، ولا
تثريب ولا ضير على الأصول أن تنبت منه الفروع جديدة.
ومن تمام بحثنا ختمه ببعض الآيات والأحاديث التي
تثبت للإسلام إنسانيته الخالدة التي نفتقدها في جميع
الأديان، ومن هذه الآيات قول الله تبارك وتعالى:
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)

الصفحة 118