كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

جميع القضايا التي تناولها بالبحث. وقد وضع بعض الابواب للفصل
بين رأيين متعارضين في قضية معينة، فمثلا بعد ما تحدث عمن مدح
العشق ورغب فيه وعمن ذمه وتبرم به، وذكر احتجاج الفريقين في
البابين (4 1، 5 1)، عقد الباب (6 1) في الحكم بين الفريقين وفصل
النزاع بين الطائفتين، وقال: " العشق لا يحمد مطلقا ولا يذم مطلقا،
وإنما يحمد ويذم باعتبار متعلقه، فإن الارادة تابعة لمرادها. . ." ثم فصل
في بيان ذلك.
وعندما ذكر في الباب (8) الشبه التي احتح بها من أباج النظر إ لى
من لا يحل الاستمتاع به و باج عشقه، عقد الباب (9) للجواب عما
احتجت به هذه الطائفة، وما لها وما عليها في هذا الاحتجاج، وقال: إ ن
شبههم التي ذكروها دائرة بين ثلاثة أقسام: احدها: نقول صحيحة لا
حجة لهم فيها، والثا ني: نقول كاذبة عمن نسبت إليه من وضع الفساق
والفجار، والثالث: نقول مجملة محتملة لخلاف ما ذهبوا إليه. ثم
توسع في بيان ذلك، وفي هذا الباب نفى عن شيخه شيخ الاسلام فتوى
في العشق، وقال: إنها كذب عليه لا تناسب كلامه بوجه. و جاب عن
كل الحجج التي احتجوا بها في إباحتهم لذلك الوصال، فكان الواضح
من رأيه أنه يمنع من ذلك ولا يجيزه. ولكنه في الباب (25) في رحمة
المحبين والشفاعة لهم إلى احبابهم في الوصال الذي يبيحه الدين، ذكر
ما يفهم منه جواز التداوي بمثل ذلك الوصال إن تحقق الشفاء به، و ورد
أخبارا في الشفاعة للعشاق فيما يجوز من الوصال والتلاقي.
17

الصفحة 17