كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

وتتجلى أهمية الكتاب في أد مؤلفه يركز دائما على التحذير من
ارتكاب ا لحرام وما يفضي إليه من المفاسد والالام، والدعوة إلى ترك
أدنى المحبوبين رغبة في أعلاهما، والترغيب فيما أعد الله للمؤمنين في
الجنة، ويذكر لمن ابتلي بالهوى طرق التخلص منه بأمور كثيرة، وبها
ختم الكتاب.
ولهذه الامور وغيرها اعتبر هذا الكتاب أفضل الكتب المؤلفة في
هذا الباب، وقد قال الاستاذ أحمد عبيد في مقدمة نشرته (ص: ز -ج):
" بقي كلمة أحب أن أقولها، وهي أن الكتب المصنفة في الحب هذا
أنفعها؛ لانه جمع إلى لغة الحب وفلسفته ومذاهب الناس فيه لغة
الشريعة وحكمتها وأدبها، فالقارئ يتنقل في هذه الروضة المؤنقة من
فائدة لغوية إلى قاعدة أصولية، ومن نكتة أدبية إلى مسألة ف! هية، ومن
غيرها إلى غيرها مما لا سبيل إلى استقصائه. أما غيره من الكتب
المؤلفة في هذا الشأن فبعضها يسرد من أخبار العشاق ما يزين العشق
ويغري به، ويذكر بعضها من مدج الهوى وأهله ما يهوي بقارئه في
دركات الشر والهلاك، وليس في سائرها ما يتنزه عن سوء القول وخطل
المجون. إن هذا الكتاب قد شحن بحمد الله بكل معنى جميل وقول
عفيف، فليس فيه ما ينبو السمع عنه من قذع الكلام وفاحش المجون،
حتى إنه برئ من ذكر السوءات إلا ما ورد منها في الكتاب والسنة "ه
18

الصفحة 18