كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

والكتب (1)، وأنه اشتغل بتأليفها في حال سفره وبعده عن وطنه، وهذا لا
يدل على أنه لم يستخدم الكتب أو مذكراته الخاصة بالنقول عن
المصادر. فكل مؤلف او باحث لا يتيسر له في كل وقت الحصول على
المراجع الضرورية للموضوع الذي يريد أن يكتب فيه، حتى ولو كان
مستقرا في مكتبته ومقيما في بلده، فهو في بعض الامور يعتمد على
محفوظاته، مثل القران الكريم، والاحاديث المشهورة، والابيات
السائرة، والامثال وا لحكم المأثورة، وبعض الاخبار والاحداث
والقصص المعروفة، وأقوال السلف والائمة في المسائل المختلفة،
وبعض المتون المشهورة وغيرها من المعارف التي يكثر منها العلماء أ و
يقلون حسب رغبتهم وتخصصهم. وفي كثير من الاحيان يعتمد على
الكتب إذا تيسرت، أو النصوص المقتبسة منها في مذكراته الخاصة.
وقول المؤلف في المقدمة لا ينفي أن تكون قد حصلت له بعض
الكتب في حال بعده عن وطنه، أو أنه استخدم بعض مذكراته التي
اقتبس فيها لنصوص والفوائد من المصادر المختلفة التي قرأها.
وعلى هذا فيمكن لنا أن نبحث عن موارده في الكتاب، ولسنا هنا
بصدد الاستقصاء والتتبع لجميع المصادر لتي استخدمها، فإن الفهارس
العلمية في اخر الكتاب ستبين أسماء جميع المؤلفين والكتب التي ورد
(1) انظر عنها ما قاله الشيخ بكر أبو زيد في كتابه (ص 62 - 63).
20

الصفحة 20