كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وركب سروا والليل (1) مرخ رواقه
على كل مغبر الموارد قاتم
حدوا عزمات ضاعت الارض بينها
فصار سراهم في ظهور العزائم
أرتهم نجوم الليل ما يطلبونه
على عاتق الشعرى وهام النعائم
فاموا حمى لا ينبغي لسواهم
وما أخذتهم فيه لومة لائم (2)
أجابوا منادي الحبيب لما أذن بهم حي على الفلاح، وبذلوا نفوسهم في
مرضاته بذل المحب بالرضا والسماح، وواصلوا السير إليه بالغدو والرواح،
فحمدوا عند الوصول مسراهم، وإنما " يحمد القوم السرى عند الصباح " (3).
تعبوا قليلا، فاستراحوا طويلا، وتركوا حقيرا، واعتاضوا عظيما.
وضعوا اللذة العاجلة والعاقبة الحميدة في ميزان العقل، فظهر لهم
التفاوت، فرأوا من أعظم السفه بيع الحياة الطيبة الدائمة في النعيم
__________
(1) ش: " و ا لركب " تحر يف.
(2) الابيات للشريف الرضي في " ديوانه " (2/ 382) باختلاف في الرواية.
(3) في المثل: " عند الصباج يحمد القوم السرى " كما في " جمهرة الامثال " (2/ 2 4)،
و" مجمع الامثال " (2/ 3)، و" المستقمى" (2/ 168) وغيرهاه يضرب للرجل
يحتمل المشقة رجاء الراحة، ـ
10

الصفحة 10