كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

أفعال من يجاهدونه.
وهذا باب واسع قد فتح لك، فادخل منه؛ يطلعك على رياض من
المعرفة مؤنقة، مات من فاتته بحسرتها، وبالله التوفيق.
وهذا موضع تضيق عنه عدة أسفار، واللبيب يدخل إليه من بابه، وسر
هذا الباب: انه سبحانه كامل في أسمائه وصفاته، فله الكمال المطلق من
جميع الوجوه؛ الذي لا نقص فيه بوجه ما، وهو يحب اسماءه وصفاته،
ويحب ظهور اثارها في خلقه، فان ذلك من لوازم كماله، فانه سبحانه وتر
يحب الوتر (1)، جميل يحب الجمال (2)، عليم يحب العلماء، جواد يحئبما
الاجواد، قوي، والمؤمن القوي أسط إليه من المؤمن الضعيف (3)، حيي
يحمسا أهل الحياء (4)، وفيئ يحب أهل الوفاء، شكور يحب الشاكرين،
صادق يحب الصادقين، محسن يحب المحسنين.
فاذا كان يحب العفو والمغفرة وا لحلم والصفح والستر، لم يكن
بد من تقديره للأسباب التي تظهر اثار هذه الصفات فيها، ويستدل بها
عباده على كمال أسمائه وصفاته، ويكون ذلك أدعى لهم إلى محبته،
(1) كما في ا لحديث الذي أخرجه البخاري (0 1 4 6)، ومسلم (677 2) عن أ بي هريرة.
(2) كما في ا لحديث الذي أخرجه مسلم (91) عن ابن مسعود.
(3) كما في ا لحديث الذي اخرجه مسلم (4 66 2) عن ابي هريرة.
(4) كما في ا لحديث الذي اخرجه أ حمد (2/ 4 2 2)، وأبو داود (2 1 0 4)، والنسائي
(1/ 0 0 2) عن يعلى بن أمية.
100

الصفحة 100