كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وحمده، وتمجيده، والثناء عليه بما هو أهله، فتحصل الغاية التي خلق
لها الخلق، وان فاتت من بعضهم، فذلك الفوات سبب لكمالها
وظهورها، فتضمن ذلك الفوات المكروه له أمرا هو أحب إليه من
عدمه، فتأمل هذا الموضع حق التأمل.
وهذا ينكشف يوم القيامة للخليقة بأجمعهم حين يجمعهم في صعيد
واحد، ويوصل إلى كل نفسيى ما ينبغي إيصاله إليها من الخير والشر،
[5 2 ب] واللذة والا لم، حتى مثقال الذرة، ويوصل كل نفس إلى غايا تها (1)
التي تشهد هي أنها أولى بها، فحينئذ ينطق الكون بأجمعه بحمده تبارك
وتعالى قالا وحالا، كما قال سبحانه وتعالى: <وترى الملنكة حافب من
حؤل العزش يسبحون بحمد ربهم وقضى بيخهم بالحق وديل! د لله رب الفلمين)
1 الزمر/ 75]، فحذف فاعل القول لاثه غير معين، بل كل احد يحمده على ذلك
الحكم الذي حكم به (2)، فيحمده أهل السموات و هل الارض، والابرار
والفجار، والانس وا لجن، حتى أهل النار.
قال الحسن او غيره: لقد دخلوا النار وان حمده لفي قلوبهم ما
وجدوا عليه سبيلا، وهذا - والله أعلام - هو السر الذي حذف لاجله
الفاعل في قوله: < قيل آذخلوا أثوب جهنم خلدين قيها) 1 الزمر/ 72]،
(1) ت:"غايتها".
(2) ش:"فيه ".
101

الصفحة 101