كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الباب الخامس
في دواعي المحبة ومتعلقها
الداعي قد يراد به: الشعور الذي تتبعه الارادة والميل، فذلك قائم
بالمحب، وقد يراد به: السبب الذي لاجله وجدت المحبة، وشعلقت به،
وذلك قائم بالمحبوب، ونحن نريد بالداعي: مجموع الامرين، وهو ما
قام بالمحبوب من الصفات التي تدعو إلى محبته، وما قام بالمحب من
الشعور بها، والموافقة التي بين المحب والمحبوب، وهي الرابطة
بينهما، وتسمى بين المخلوق والمخلوق: مناسبة وملاءمة.
فهاهنا ثلاثة امور: وصف المحبوب وجماله، وشعور المحب (1)
به، والمناسبة، وهي العلاقة والملاءمة التي بين المحب والمحبوب،
فمتى قويت الثلائة وكملت؛ قويت المحبة واستحكمت، ونقصان
المحبة وضعفها بحسب ضعف هذه الثلائة او نقصها (2)، فمتى كان
المحبوب في غاية ا لجمال، وشعور المحمب بجماله أتم شعور،
والمناسبة التي بين الروحين قوية؛ فذلك الحب اللازم الدائم، وقد
يكون [26 أ] الجمال في نفسه ناقصا، لكن هو في عين المحب كامل،
(1) ش: "ا لمحبوب ".
(2) ت: " بعضها". لم
103

الصفحة 103