كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فتكون قوة محبته بحسب ذلك ا لجمال عنده، فان حبك الشي ء (1) يعمي
ويصم، فلا يرى المحب احدا احسن من محبوبه. كما يحكى أن عزة
دخلت على الحجاج فقال لها: يا عزة! والله ما نت كما قال فيك كثير،
فقالت: أيها الامير إنه لم يرني بالعين التي رأيتني بها.
ولا ريب ان المحبوب احلى (2) في عين محبه، و كبر في صدره من
غيره، وقد أفصح بهذا القائل في قوله (3):
فو الله ما أدري أزيدت ملاحة
وحسنا على النسوان أم ليس لي عقل
وقد يكون ا لجمال موفرا، لكنه ناقص الشعور به، فتضعف محبته
لذلك، فلو كشف له عن حقيقته لاسر قلبه.
ولهذا أمر النساء بستر وجوههن عن الرجال، فان ظهور الوجه يسفر
عن كمال (4) المحاسن، فيقع الافتتان، ولهذا شرع للخاطب أن ينظر
إ لى المخطوبة، فانه إذا شاهد حسنها وجما لها؛ كان ذلك أدعى إ لى
حصول المحبة والالفة بينهما، كما أشار إليه النبي ع! يو في قوله: " إذا أراد
(1) ش: "للشيء". وهذا ا لحديث سبق تخر يجه.
(2) ت: " اجل".
(3) البيت للحكم الخضري في " الحماسة " (2/ 72)، و" سمط اللا لي" (1/ 16).
(4) في هامش ت: " جمال ".
104

الصفحة 104