كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

أحدكم خظبة امرأة فلينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها، فانه أحرى أن يؤدم
بينهما" (1) أي: يلاءم ويوافق ويصلح، ومنه الادام الذي يصلح به الخبز.
وإذا وجد ذلك كله، وانتفت المناسبة والعلاقة التي بينهما لم تستحكم
المحبة؛ وربما لم تقع ألبتة، فان التناسب الذي بين الأرواح من أقوى
أسباب المحبة.
فكل. امرئ يصبو إلى من يناسبه (2)
وهذه المناسبة نوعان: أصلية من أصل الخلقة، وعارضة بسبب
المجاورة أو الاشتراك في امر من الامور، فإن من نالسب قصدك قصده
حصل التوافق بين روحك وروحه، فاذا اختلف القصد زال التوافق، فاما
التنالسب الاصلي، فهو اتفاق أخلاق، وتشاكل أرواح، وشوق كل نفس
إ لى مشاكلها، فإن شبه الشي ء (3) ينجذب إلبه بالطبع، فتكون الروحان
(1) أخرجه أ حمد (3/ 334، 0 36)، وأبو داود (82 0 2)، وا لحاكم في " المستدرك
(2/ 5 6 1)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (7/ 84) من حديث جابر،، وإسناده حسن.
وا لجزء الاخير من ا لحديث أخرجه أ حمد (4/ 4 4 2، 5 4 2، 6 4 2)، والترمذي
(087 1)، والنسائي (6/ 69)، وابن ماجه (1866) من حديث المغيرة بن شعبة.
وفي الباب عن انس وغيره من الصحابة.
(2) صدره: وكل امرىء يهفو إلى من يحبه.
وهو بلا نسبة في " مدارج السالكين " (2/ 386)، و" وبدائع الفوائد" (2/ 673).
(3) ت: " سببه الذي ".
105

الصفحة 105