كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

أنت القتيل بكل من أحببته
فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي
فإذا كانت المحبة بالمشاكلة والمناسبة ثبتت وتمكنت، ولم يزلها
إلا مانع أقوى من السبب، وإذا لم تكن بالمشاكلة فإنما هي محبة
لغرض من الاغراض، تزول عند انقضائه وتضمحل. فمن أحبك لامر
ولى عند انقضائه، فداعي المحبة وباعثها إن كان غرضا للمحب لم يكن
لمحبته بقاء، وإن كان أمرا قائما بالمحبوب سريع الزوال والانتقال
زالت محبته بزواله، وان كان صفة لازمة له (1) فمحبته باقية ببقاء داعيها،
ما لم يعارضه معارض يوجب زوالها، وهو إما تغير حال في المحب، أ و
أذى من المحبوب، فإن الاذى إما ن يضعف المحبة، أو يزيلها.
قال (2):
خذي العفو مني تستديمي مودتي
ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
(1) " له" ساقطة من ش.
(2) البيتان لشريح القاضي في " الوحشيات " (ص 85 1)، و" عيون الاخبار" (3/ 1 1)،
و" حماسة الظرفاء" (1/ 63 1)، ولا بي الاسود الدؤلي في " ديوانه " (ص 96)،
و" الاشباه و لنظائر" للخالديين (2/ 4 27)، و" عيون الاخبار" (4/ 77)، ولاسماء بن
خارجة الفزاري في "الاغا ني " (18/ 28 1)، و" الموشي " (ص 9 4 1)، والتذكرة
ا لحمدونية (3/ 339)، ولعامر بن عمرو البكائي في " حماسة " ابن الشجري
(ص 4 6)، وا لحماسة البصرية (2/ 1 7) 0
110

الصفحة 110