كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

بحيث قد اتحد (1) مراده ومراد محبوبه من نفسه، فأهان نفسه موافقة
لإهانة محبوبه له، وأحب أعداءه لما أشبههم محبوبه في أذاه. وهذا وإن
كانت الطباع تأباه؛ لكنه موجب الحب التام ومقتضاه.
وقالت فرقهب: بل الأذى مزيل للحب، فان الطباع مجبولهب على كراهة
من يؤذيها، كما أن القلوب مجبولهب على حب من يحسن إليها. وما ذكره
اولئك فدعوى منهم.
والانصاف أن ويمال: يجتمع (2) في القلب بغض اذ ى الحبيب وكراهته
و محبته من وجه آخر، فيحبه ويبغض اذ اه، وهذا هو الواقع، والغالب
منهما (3) يوازي المغلوب ويبقى الحكم له، وقد كش! عن هذا المعنى
الشاعر في قوله (4):
ولو قلت طأ في النار أعلم أنه
رضا لك أو مدن لنا من وصالك
لقدمت رجلي نحوها فوطئتها
هدى منك لي أو ضلة من ضلالك
(1) ش:"اتخذ".
(2) ت:"يجمع ".
(3) ش:"منها".
(4) الابيات لابن الدمينة في " ا لحماسة " (2/ 62)، و" ديوانه " (ص 17 - 18)، وانظر
هناك التخريج واختلاف النسبة (ص 8 1 2).
112

الصفحة 112