كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

بعض المؤدبين، ووضع الصبي بين يديه، وقال: ما خير ما أوتي هذا
المولود؟ قال: عقل يولد معه. قال: فإن لم يكن؟ قال: فأدب حسن
يعيش به في الناس. قال: فان لم يكن؟ قال: فصاعقة تحرقه.
وقال بعض أهل العلم (1): لما أهبط الله تبارك وتعالى ادم إ لى
الارض أتاه جبريل عليه السلام بثلاثة أشياء: الدين، والخلق، والعقل،
فقال: إن الله يخيرك بين هذه الثلاثة، فقال: يا جبريل! ما رأيت أحسن
من هؤلاء إلا في الجنة، ومد يده إلى العقل فضمه إلى نفسه، فقال
للاخرين: اصعدا. فقالا: إنا مرنا أن نكون مع العقل جمث كان.
فصارت الثلاثة إلى ادم عليه السلام. وهذه الثلاثة أعظم كرامة أكرم الله
بها عبده، وأجل عطية أعطاه إياها. وجعل لها ثلاثة أعداء: الهوى،
والشيظان، والنفس الامارة. وا لحرب بينهما (2) دول وسجال؛ <وما
ا لنضر! لا من عند الله أ نرييز لمحكيص) [ال عمران / 6 2 1].
وقال وهب بن منبه: قرأت في بعض ما أنزل الله تعالى: إن الشيطان لم
يكابد شيئا أشد عليه من مؤمن عاقل، وإنه ليسوق مئة جاهل، فيستجرهم
(1) أخرج نحوه ابن أبي الدنيا في كتاب " العقل " (ص 0 2) عن حماد رجل من أهل
مكة. وأخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 0 2) عن علي. وانظر: " العقد
الفريد" (2/ 5 4 2)، و" بهجة المجالس " (1/ 43 5، 4 4 5)، و" ذم ا لهوى " (ص 9).
(2) ت: " بينها".
14

الصفحة 14