كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

حتى يركب رقابهم، فينقادون له حيث شاء، ويكابد المؤمن العاقل،
فيصعب عليه حتى ينال منه شيئا من حاجته، قال: وإزالة ا لجبل صخرة
صخرة أهون (1) على الشيطان من مكابدة المؤمن العاقل، فإذا لم يقدر
عليه تحول إلى ا لجاهل فيستأسره، ويتمكن من قياده حتى يسلمه إ لى
الفضائح التي يتعجل بها في الدنيا: ا لجلد، والرجم، والقطع، والصلب،
والفضيحة، وفي الاخرة: العار، والنار، والشنار. وإن الرجلين ليستويان في
البر، ويكون بينهما في الفضل كما بين المشرق والمغرب بالعقل، وما عبد
الله بشيءٍ أفصل من [4 ب] العقل (2).
وقال معاذ بن جبل (3) رضي الله عنه: لو أن العاقل أصبح وأمسى وله
ذنوب بعدد الرمل كان وشيكا بالنجاة والتخلص منها، ولو أن ا لجاهل
أصبح وأمسى وله من الحسنات وأعمال البر عدد الرمل لكان وشيكا أ ن
لا يسلم له منها متقال ذرة. قيل: وكيف ذلك؟ قال: لان (4) العاقل إذا ز ل
تدارك ذلك بالتوبة والعقل الذي رزقه، وا لجاهل بمنزلة الذي يبني
ويهدم، فيأتيه من جهله ما يفسد صالح عمله.
(1) ش:"أشد".
(2) ا لجزء الاخير من هذا الاثر اخرجه ابن أ بي الدنيا في كتاب " العقل " (ص 18) عن
وهب. وهو بتمامه في " ذم الهوى " (ص 9).
(3) انظر "ذم ا لهوى " (ص 9).
(4) ش: " ان ".
15

الصفحة 15