كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

طويل. قيل: فان لم يكن؟ قال: موت عاجل. وفي ذلك قيل (1):
ما وهب الله لامرىء هبة احسن من عقله ومن ادبه
هما جمال الفتى فإن فقدا ففقده للحياة أ جمل به
فصل
وإذا كانت الدولة للعقل سالمه الهوى، وكان من خدمه وأتباعه،
كما أن الدولة إذا كانت للهوى صار العقل أسيرا في يديه، محكوما
عليه. ولما كان العبد لا ينفك عن الهوى ما دام حيا - فان هواه لازم له-
كان الامر بخروجه عن ا لهوى بالكلية كالممتنع. ولكن المقدور له
والمامور به أن يصرف هواه عن مراتع الهلكة [5 أ] إلى مواطن الامن
والسلامة.
مثاله: أن الله سبحانه وتعالى لم يأمره بصرف قلبه عن هوى النساء
جملة، بل أمره بصرف ذلك الهوى إلى نكاح ما طاب له منهن من
واحدة إلى أربع، ومن الاماء ما شاء، فانصرف مجرى الهوى من محل
إ لى محل، وكانت الريح دبورا، فاستحالت صبا. وكذلك هوى الظفر
والغلبة والقهر، لم يأمر (2) با لخروج عنه، بل أمر بصرفه إلى الظفر
(1) البيتان بلا نسبة في " العقد الفريد" (2/ 423)، و" معجم الادباء" (1/ 19) و"عين
الادب والسياسة " (ص 26 1)، و" غرر ا لخصائص الواضحة " (ص 83).
(2) ت: " لم يؤمر".
17

الصفحة 17