كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

والقهر والغلبة للباطل وحزبه، وشرع له من أنواع المغالبات بالسباق
وغيره مما يمرنه ويعده للظفر. وكذلك هوى الكبر والفخر والخيلاء
ماذون فيه بل مستحب في محاربة اعداء الله.
وقد راى النبي ع! ي! ابا دجانة سماك بن خرشة الأنصاري يتبختر بين
الصفين، فقال: " إنها لمشية يبغضها الله إلا في متل هذا ا لموطن " (1).
وقال: " إن من الخيلاء ما يحبها الله، ومنها ما يبغض الله، فالتي يحبها
اختيال الرجل في الحرب، وعند الصدقة " وذكر ا لحديث (2).
فما حرم الله على عباده شيئا إلا عوضهم خيرا منه، كما حرم عليهم
الاستقسام بالازلام، وعوضهم منه دعاء الاستخارة، وحرم عليهم الربا،
وعوضهم منه التجارة الرابحة، وحرم عليهم القمار، وأعاضهم (3) منه أكل
المال بالمسابقة النافعة في الدين، با لخيل والابل والسهام، وحرم عليهم
(1) أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير) " (08 65) من حديث أبي دجانة، قال
الهيثمي في " مجمع الزوائد" (6/ 9 0 1): فيه من لم اعرفهم. و خرجه البيهقي في
" دلائل النموة" (3/ 233) من طريق معاوية بن معبد بن كعب بن مالك مرسلاه
ومعاوية مجهول ه وأخرجه ابن إسحاق في " السيرة " (ص 5 0 3)، وابن هشام في
" السيرة " (2/ 67) عن رجل من الانصار من بني سلمة مرسلا. واسناده ضعيف.
(2) اخرجه أ حمد (5/ 5 4 4، 6 4 4)، وأبو داود (9 65 2)، والنسائي (5/ 78) عن ابن
جابر بن عتيك عن ابيه. وابن جابر إن كان عبد الرحمن فهو مجهول كما قال ابن
القطان. انظر: " تهذيب التهذيب " (6/ 4 5 1).
(3) ت: " وعوضهم " ه
18

الصفحة 18