كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فصل
و ما الهوى: فهو ميل النفس إلى الشيء، وفعله: هوي، يهوى، هوى،
مثل: عمي، يعمى، عمى. واما هوى يهوي بالفتح فهو السقوط، ومصدره
ا لهوي بالضم، ويقال ا لهوى ايضا على نفس المحبوب، قال الشاعر (1):
إن التي زعمت فؤادك ملها خلقت هواك كما خلقت هوى لها
ويقال: هذا هوى فلان، وفلانة هواه، أي: مهويته و محبوبته.
و كثر ما يستعمل في الحب المذموم، كما قال الله تعالى: <وأمامن خاف
مقام رئه-ونهى النفس عن قوى! [0 1 أ] فإن لجئة هي الماوى) [النازعات/ 0 4 - 1 4].
ويمال: إنما سمي هوى؛ لانه يهوي بصاحبه. وقد يستعمل في الحب
الممدوح استعمالا مقيدا. ومنه قول النبي! ي!: " لا يؤمن أحدكم حتى يكون
هواه تبعا لما جئت به " (2).
(1) البيت لعروة بن أذينة أو غيره، انظر: " سمط اللآ لي " (1/ 9 0 4)، و" ا لحماسة"
(2/ 13)، و"اما لي" القا لي (1/ 6 5 1)، و" عيون الاخبار) (4/ 9 2)، و" أما لي"
ا لمرتضى (1/ 1 1 4)، و" الشعر والشعراء " (2/ 2 57)، و" زهر الاداب " (1/ 6 6 1).
(2) اخرجه ابن أ بي عاصم في " السنة " (5 1)، والخطيب في " تاريخ بغداد" (4/ 9 36)،
والبغوي في شرح السنة " (1/ 13 2) من حديث عبد دده بن عمرو. قال النووي في
" الاربعين " (1 4): حديث حسن صحيح، رويناه في كتاب " ا لحجة " بإسناد صحيح.
وتعقبه ابن رجب في "جامع العلوم وا لحكم " (2/ 394) فقال: تصحيح هذا
ا لحديث بعيد جدا من وجوه. ثم ذكرها.
37

الصفحة 37