كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

والصواب [13 أ] أن يقال: الشوق مصدر شاقه، يشوقه: إذا دعاه إ لى
الاشتياق إليه، فالشوق داعية الاشتياق ومبدوه، والاشتياق موجبه
وغايته، فانه يقال: شاقني فاشتقت، فالاشتياق فعل مطاوع لشاقني.
واختلف أرباب الشوق: هل يزول الشوق بالوصال أو يزيد؟ فقالت
طائفة: يزول، فان الشوق سفر القلب إلى المحبوب، فإذا وصل إليه
انتهى السفر.
و لقت عصاها واستقر بها النوى كما قر عينا بالاياب المسافر (1)
قالوا: ولان الشوق إنما يكون لغائب، فلا معنى له مع الحضور،
ولهذا إنما يقال للغائب: أنا إليك مشتاق، و ما من لم يزل حاضرا مع
المحب فلا يوصف بالشوق إليه. وقالت طائفة: بل يزيد بالقرب
واللقاء، واستدلوا بقول الشاعر (2):
و عظم ما يكون الشوق يوما إذا دنت الخيام من الخيام
قالوا: ولان الشوق هو حرقة المحبة والتهاب نارها في قلب
المحب، وذلك مما يزيده القرب والمواصلة.
(1) البيت لمعقر بن حمار البارقي من قصيدة له في " النقائض " (2/ 676)، وهو له في
"الاشتقاق) (ص 1 8 4)، و" الموتلف والمختلف " للامدي (ص 92)، و"معجم
الشعراء" للمرزباني (ص 4 0 2). ونسب لغيره في " البيان والتبيين " (3/ 0 4)،
و" اللسان " (عصا). ويلا نسبة في " الاغاني" (5 1/ 123).
(2) البيت بلا نسبة في "ديوان الصبابة " (ص 36)، و" تزيين الاسواق " (1/ 58).
51

الصفحة 51