كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وللمحبة وجدت الارض والسموات، وعليها فطرت المخلوقات، ولها
تحركت الافلاك الدائرات، وبها وصلت ا لحركات إلى غايا تها، واتصلت
بداياتها بنهاياتها، وبها ظفرت النفوس بمطالبها، وحصلت على نيل
ماربها، وتخلصت من معاطبها، واتخذت إلى ربها سبيلا، وكان لها
دون غيره مأمولا وسولا، وبها نالت الحياة الطيبة، وذاقت طعم الايمان
لما رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا (1).
و شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مقر بربوبيتِه،
شاهد بوحدانيتِه، منقاد إليه بمحبته (2)، مذعن له بطاعته، معترف
بنعمته (3)، فار إليه من ذنبه وخطيئته، مؤمل لعفوه ورحمته، طامع [2 ا]
في مغفرته، بريء إليه من حوله وقوته، لا يبغي (4) سواه ربا، ولا يتخذ
من دونه وليا ولا وكيلا، عائذ به، ملتح إليه، لا يروم عن عبودييه انتقالا
ولا تحويلا. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، وأمينه
على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده، أقرب الخلق إليه وسيلة، وأعظمهم
عنده جاها، وأوسعهم (5) لديه شفاعة، وأحبهم إليه، وأكرمهم عليه.
__________
(1) نظر المولف إلى حديث العباس بن عبد المطلب الذي اخرجه مسلم (34).
(2) ش: " لمحبته ".
(3) ش: " بنعمه ".
(4) لثى: " يبتغي ".
(5) ئر: "واسعهم ".

الصفحة 6