كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وفي ا لحديث الصحيح (1): " لا يصيب المؤمن من هم ولا وصب
حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ".
ووصب الشيء يصب وصوبا: إذا دام، تقول: وصب الرجل على
ا لامر: إذا داوم عليه. قال الله تعالى: <ولهم عذاب واصث) [الصافات / 9].
وقال تعالى: <وله الدين واصبأ! [خا / 52] اي: الطاعة دائمة.
فصل
وأما ا لحزن: فقد عد (2) من أسماء المحبة، والصواب أنه ليس من
أسمائها، وانما هو حالة تحدث للمحب، وهي ورود المكروه عليه،
وهو خلاف المسرة. ولما كان الحمث لا يخلو من ورود ما لا يسر على
قلب المحب كان ا لحزن من لوازمه. وفي ا لحديث الصحيح (3): أ ن
النبي ع! ي! كان يقول: " اللهم ا ني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز
والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلتة الرجال ".
فاستعاذ ع! رو من ثمانية أشياء، كل شيئين منها قرينان. فالهم وا لحزن
قرينان، فان ورود المكروه على القلب إن كان لما مضى فهو ا لحزن،
وإن كان لما يستقبل فهو ا لهم. والعجز والكسل قرينان، فإن تخلف
(1) أخرجه البخاري (1 4 6 5)، ومسلم (573 2) من حديث ا بي سعيد وأ بي هريرة ه
(2) " عد" ساقطة من ش.
(3) أخرجه البخاري (6369)، ومسلم (6 0 27) من حديث أنس بن مالك.
61

الصفحة 61