كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

العبد عن كماله إن كان من عدم القدرة فهو العجز، وإن كان من عدم
الارادة فهو الكسل. وا لجبن والبخل قرينان، فان الرجل يراد منه النفع
بماله أو ببدنه، فا لجبان لا ينفع ببدنه، والبخيل لا ينفع بماله. وضلع
الدين وغلبة الرجال قرينان، فان قهر الناس نوعان: نوع بحق، فهو ضلع
الدين، ونوع بباطل، فهو غلبة الرجال.
وقد نفى الله سبحانه [15 ب] عن أهل الجنة الخوف والحزن، فلا
يحزنون على ما مضى، ولا يخافون مما ياتي، ولا يطيب العيش إلا
بذلك، والحب يلزمه الخوف وا لحزن.
فصل
وأما الكمد: فمن أحكام المحبة في الحقيقة، وليس من أسمائها،
ولكن المتكلمون في هذا الباب لا يفرقون بين اسم الشيء ولازمه
وحكمه. والكمد: الحزن المكتوم، تقول منه: كمد الرجل، فهو كمد
وكميد، والكمدة: تغير اللون، وأكمد القصار الثوب: إذا لم ينقه.
فصل
وأما اللذع: فهو من أحكام المحبة أيضا، وأصله من لذع النار.
يقال: لذعته النار لذعا: أحرقته، ثم شبهوا لذع اللسان بلذع النار، فقالوا:
لذعه بلسانه، أي: أحرقه بكلامه، يقال: أعوذ بالله من لواذعه.
62

الصفحة 62