كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

و صلها: استفعل، من الكون (1)، وهذا الاشتقاق والتصريف يظابق
اللفظ (2)، وأما المعنى فالمستكين ساكن خاشع، ضد الطائش، ولكن لا
يوافق السكون تصريف اللفظة، فانه إن كان افتعل كان ينبغي أن يقال
استكن؛ لانه ليس في كلامهم افتعال، وا لحق أنه استفعل من الكون،
فنقلوا حركة الواو إلى الكاف قبلها، فتحركت الواو صلا، وانفتح ما
قبلها تقديرا، فقلبت ألفا، كاستقام. والسكون: ا لحالة التي فيها إنابة وذل
وخضوع. وهذا يحمد إذا كان لله، ويذم إذا كان لغيره، ومنه ا لحديث:
" اعوذ بك من الحور بعد الكون " (3) أي: الرجوع عن الاستقامة بعد ما
كنت عليها.
فصل
وأما التبالة: فهي فعالة من يردتله إذا أفناه. قال [16 ب] ا لجوهري (4):
تتلهم الدهر و تبلهم: إذا أفناهم، قال الاعشى (5):
ا ان (6) رأت رجلا أعشى أضر به ريب الزمان ودهر متبل خبل
(1) ت: " ا لسكون " وهو خطا.
(2) ت: " مطابق للفظ ".
(3) أخرجه مسلم (1343) من حديث عبد الله بن سرجس.
(4) "الصحاج" (4/ 643 1).
(5) " ديوانه " (ص 55).
(6) ت: " لئن"، ش: "لان ". والمثبت من الديوان.
66

الصفحة 66