كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

رسله للايمان مناديا، وإلى الجنة داعيا، وإلى صراطه المستقيم
هاديا، وفي مرضاته ومحابه ساعيا، وبكل معروف امرا، وعن كل منكر
ناهيا.
رفع له ذكره، وشرح له صدره، ووضع عنه وزره (1)، وجعل الذلة
والصغار على من خالف أمره (2)، وأقسم بحياته في كتابه المبين (3)،
وقرن اسمه باسمه، فإذا ذكر الله ذكر معه، كما في الخطب والتشهد
والتاذين، فلا يصح لاحد خطبة ولا تشهد ولا أذان حتى يشهد انه عبده
ورسوله شهادة اليقين.
أغر عليه للنبوة خاتم من الله ميمون يلوح ويشهد
وضم الاله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد (4)
أرسله على حين فترة من الرسل، فهدى به إلى أقوم الطرق و وضح
السبل، وافترض على العباد محبته، وطاعته، وتوقيره، والقيام بحقوقه،
__________
(1) كما في سورة الانشراح.
(2) يشير ا لى ا لحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده (2/ 0 5، 92) عن ابن عمره
(3) في قوله تعالى: < لعمرك إنهم لى ممكر! هن! تعمهون) [ا لحجر/ 72].
(4) الابيات لحسان بن ثابت في " خزانة الادب " (1/ 9 0 1) نقلا عن " المواهب اللدنية"
(3/ 155). ويوجد البيت الثالث منها ضمن مقطوعة في "ديو [نه" (ص 338) برواية
السكري.

الصفحة 7